سأحملني في المساء/بقلم:د /محمد مسعد

سأحملني في المساء إلى ضفة النهر
أرمي بهذا الكيان العتيق..
فهذي التماسيح
تعرف كيف يكون الختام الأهمْ..
وأنظرُ كيف تمزقني
فأنا أستلذ الألمْ..
وهذا الكيان انهدمْ..
ولم يبقَ فيه سوى جعجعات الرحى
وهذا السأمْ..
أنا ليس لي غير خط الهروب إلى ضفة النهر
فالنهر سكينُ جرحٍ يسير على ألم الأرض
لكنه حين يشرخ وجه الحقول بعنف الطغاة..
يمد الحقول بوهج الحياة..
فهذي الحياة ندمْ..
هذه الأرض مذ خلقت
كان تاريخها من ألمْ..
فيقصفها الرعدُ
يجرفها السيلُ
يشرخها النهر..
منذ بدايتها شهدت قتل قابيل هابيل..
لا تأسفي إن تعثرتُ في الفلوات
سأنجو ..
سأجتاز كل العوائق
حتى بموتي
سأنجو..
فالموت حبل النجاة..
والموت من في الختام يحررني
من طقوس الحياة الرتيبة..
من الخوف والذل والانهزام
سأنجو
لأني من حبر حزني خلقت..
ومن ورق الوجع المستديم انبثقت..
سأبقى هناك عصيّاً على الاختفاء..
أنا كائن من مداد قلمْ.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!