١
ارتدي الحب وحيدة
أمضي
يدي حقيبة سفر حمراء
وعيناي عصافير حزينة
لصباح الوداع الأخير
غربية أقف
على أبواب نهارا شارد
لا يسمع فيه غير هسيس
الهواء وصفير الريح المسافرة
في الغيم
وحفيف الأوراق الخضراء
وأنين العاصفة
وعواء الذئاب
وحيدة الا مني
من ظلي الهارب
إلى الشرفات البعيدة
إلى أقاصي الحب الشرقية
أجمع الأحلام المتكسرة
انثرها في فضاءات العدم
وأهرب إليك يا حزن
احتمي بالشمس منك
لكن دون جدوى
يطاردني الليل والأشباح والثلج
القادم من النافذة
يطاردني ظلي
يملأ حقيبة يدي الحمراء
ورودا حزينة ذابلة
في طريقها إلى الموت
وكشفة عارية وقلبا نابضا
أشتاق إليك
وأبحث عنك
وراسم أصابعك الماسية
على باب الشمس
ومن خلف أسوار المدينة
ومن فوق زجاج نوافذها
المغطاة بقماش سميك لونه أزرق
رحت اكتب أسمك الذهبي
في جنون الريح وعنفوان الورد
ربما كان للتاريخ
معه حكاية أخرى
كالأساطير كالملاحم
كالحكايات
كقصص الزير سالم كألف ليلة وليلة
٢
أن للتاريخ دورة واحدة حول الزمن
لا اعرف اين قرأت تلك العبارة
حينها سالت شفتاك السماء والمطر
ان تمطر على بوابات الأرض
غرناطة جديدة
يكتب على شارع الحمراء فيها
هنا ولد وعاش ومات الحب ودفن الحب
لكن غرناطة لم تمت
مازال فيها بقايا أميرة شرقية
خرافية أسطورية العشق
عربية الهوى
تقارع الغيب
وكفرس شقراء جامحة
تسابق الريح
وهي في طريقها
إلى شارع الحمراء
حيث الحضارة
تنام تحت قدمي شاعرا
نام ليلة في غرناطة
وعند الصباح
نسي أن يضع عنوانا
لقصيدته الخالدة اليتيمة
فذهبت مع الريح
تلاشت مع العاصفة
لكن غرناطة لم تمت
وكملكة عظيمة العرش
شديدة البأس
شامخة الرأس
نهضت تنفض عن تاجها القمري
غبار الغدر والخيانة
بعد ان سافرت باتجاه الشمس
كي تقيم مملكة للحب للعشق
على ضفاف شارع الحمراء
وكورقة خَريفية وحيدة
تسقط على الأرض
سقط اسم غرناطة من التاريخ سهوا
لكن غرناطة لم تمت للمرة الأخيرة
وكامرأة فاتنة الجمال
شبقية الهمة ساحرة الهوى
أرتدت معطف الزمن
ومضت كفرسان المعارك الكبرى
شاهرة سيفها البرق
في وجه تاريخا شرقيا
ولد من رحم الخوف من أتون النار
سالت اليوم شفتاك السماء
شفتاك الأرض والإنسان
مرة ثانية مرة أخيرة
ان تمطر غرناطة اخرى
غرناطة جديدة
وفي شارع الحمراء
غنى الحب عاريا دون خجل