شوق وحزن وجنون
إن شوقي إليك
كشوقي إلى نخلةِ العشقِ واجمةً
تتدلى عناقيدُ أشواقِها
وأنا عشبةُ الوجدِ أسعى على
ظهر جدب الحقولْ..
أبحث عن قطرة الظل
عن وجعٍ في قلوب السنابلِ
أبحث عن وطنٍ آمنٍ ضاع منِّي
فضيعتُ فيه دموعي
إلى أين تمضين يا رحلة
الوجع السرمدي..
لم تته بي دروبي
ولكنني تهت فيها
وضيعتُني
وأخذتُ أفتِّشُ عنِّي جروف الجبال
وأسأل عنِّي رعاة الشياه
التي ترضع القحل
مستغربين يزمون أفواههم
صامتين..
كلهم تائهون بلا أملٍ
يرقب الفجر
لا موعدٌ للقاء بوعد النجوم
كلهم كالحون بلا رونقٍ
تلفح الشمس أصداغهم
ضيعوا كلما يملكون
يرقبون اللقاء الأخير مع مارد الموت
هم يعلمون بأن الدماء تسيل بلا سببٍ
والجراح العميق يباعد في لحمنا شاطئيه
والدخان هنالك في مدن الجوع
يصعد من فوهة الموت
يلقي بظله فوق أنين الثكالى
إلى أين يا رحلة الموت تمضين بي
الوجوه التي كنت أعشقها
صار يعشقها الحقد
باتت تخاصمني هكذا
دونما بيننا من خصام
وصار الحوار قتالا
وصارت حبوب السنابل
عند الحصاد رصاصا
وصار الكروم الذي أرضعته القنابل فحما
ومات على شفتي البرتقال
والمذاهب ترقص في مأتم الأبرياء
إنه الحزن يا صاحبي والجنون