صوتُ الغُبارِ الأخير/بقلم:وسيم الزُبيري

كفى…
كأنَّ العمرَ مهزلةٌ
تُدارُ بأصبعِ السلطانِ
من خلفِ الزجاجْ،
وأنا أُهندسُ في العراءِ
قصيدتي،
وأعومُ في وطنٍ
يبيعُ النبضَ
بالأقساطِ
في سوقِ الوهاجْ.

لم يبقَ لي
إلا الغُبارُ…
يَعُدُّ أنفاسيَ،
ويهزأ بالحدادِ إذا دعاني
كي أعودْ،
لم يبقَ شيءٌ كي
أُبلّغَ وجعي
سوى هذا الحديدِ يُمسكَ المرتبَ
كالسجودْ.

قالوا “سلامًا”
فرّقتنا الحربُ
ثم جمعتْ بقايا اللحم
في تقاريرِهمُ:
“عامٌ من التّقدُّمِ والوعودْ!”
أي التقدّم؟!
والطفولةُ
تحتَ أقدامِ القروضْ؟
أي السلامْ؟!
وحارسُ الجوعِ المعلّبِ
يبتسمْ…
ويقيسُ أرغفةَ الجياعِ
بأنظمةِ السُّكونْ؟

آهِ البلادْ…
كأنّها مِلْكٌ
لمن أمضى الطفولةَ
فوق أرصفةِ المدى
متكوّرًا
كالعَدمْ،
ثم استعار بطانةً للعرشِ
من صوتِ الألمْ

سُئلتُ: كيفَ الحال؟
قلتُ: كأن ظهري عائدٌ
من كلّ قافيةٍ
ومنفى،
كأنني
حصّالةٌ
للصبرِ،
أنفقني النظامُ ولم يَنمْ…

قالوا: تعالَ،
فهذا وقتُكَ الذهبيْ!
لكنهم
أخفوا المسافةَ
بين ما قالوا،
وما قالوا
وما أحرقْتُ من لغَضي القديمْ.

فلتسقطوا
من شاهق التزييف
فوق جدارنا،
فلتنهضوا
من زهركمْ
فالورقُ المُطرّى
قد تعبْ
والحبرُ نافقْ.

أنا لن أُعمّدَ صمتيَ الآتي لكم،
أنا كادحٌ
ما زالَ يأملُ أن يرى
وطنًا
بلا بوّابةٍ
تأوي الجنائز
والملفَّ المُختلقْ…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!