صورةُ وجهي
تتغيّرُ كلَّ صباحٍ وَمَساءْ
أعرفُها في بعضِ الأحيانِ
ولا أعرفُها…
فالمرآةُ تبدّدُ ما كنتُ أخبِّئُهُ
في طيَّاتِ الضَّوءِ…
وما كنتُ أراوغُ فيه (شقاوةَ) نافذتي
وأغافلُ فيهِ عيونَ الأشياءْ
***
صورةُ وَجْهي…
تُخْلِفُ ميعادَ الأشجارِ، وتتبعُ نزوتَها…
فترشُّ الثَّلجَ على طرقاتِ الوقتْ
(تَفْرُدُ) في وجهِ الشَّوْقِ ضفائرَها
وتغازلُ مِنْ خَلْفِ زجاجِ النَّافذةِ المُغْبَرِّ
طيوراً تتأرجحُ بينَ الشَّكِّ وبينَ الصَّمتْ
***
صورةُ وجهي
يتقاسَمُها سكَّانُ القلبْ
حيناً باسمِ الرَّغْبَةِ
حيناً باسمِ الذِّكرى
حيناً باسمِ الحبْ
وأنا والمرآةُ غريبانِ…
نفتِّشُ عنْها…
ونراوغُ أسئلةَ الوقتِ…
وندخلُ في أعماقِ السَّفَرِ الصَّعْبْ
لكنْ…
في كلِّ الأحيانِ…
تفاجئُنا الرِّيح…
فترجعُنا لبداياتِ الدَّربْ
***
صورةُ وجهي..
تُدْخِلُني في عمقِ الغابةِ…
تُطْلِقُني كتخاريفِ الجدَّةِ
في ليلٍ شتويٍّ باردْ
أُجْهِدُ نفسي كي أفهمَها
لكنَّ النَّومَ يباغتُني
ويدورُ الوقتُ…
وبعضيَ (مركونٌ) خلفَ زجاجِ المرآةِ…
يراقبُني
بذهولٍ
(مَنْ أنتَ؟!)
وأمضي/ يمضي
ليس سوى أسئلةٍ حمقاءَ…
ووجهٍ
كجدارِ الغرفةِ
جامدْ
***
صورةُ وجهي…
معنىً آخرَ للرَّيحِ…
فثمَّةَ ترحالٌ في الوقتِ…
وثمَّةَ ضوضاءْ
فأراها ناصعةَ الأسرارِ كشاهدةِ قَبْرٍ
وأراها
تائهةً لا تحفلُ بيْ…
تكتبُنِي
ثمَّ تمزِّقُ ما رسمَتْهُ على صفحاتِ الكتبِ
وأذوبُ كما الشَّمْعَةِ
مِنْ حزنٍ
أو مِنْ تعبِ
لكنْ…
لا شيءَ يغيِّرُ ما في المرآةِ…
تبقى صورةُ وجهي في عالمِها
لا معنىً يطلقُها
لا إيحاءْ
(لا أنتَ أنا…
لا أنا انتَ..
مهما جمعَتْنا الأسماءْ)…