مشردة
وتائهة
بلا مأوى
وبين يدي السماء
باكية
على قبري
على أملي
على زهرات أيامي
ويا حظي
كفى بؤس
لأني كنت عربيا
وديني كان إسلامي
وماذا أرتدي ان كان
حجابي قيمتي فيه
أردت أن تعنفني
لذات العرق والنسب
لذات البشرة السوداء
والحنطية القمحاء
فهل يكفي بنا يكفي
قتلت فؤادي اللين
وشتت ثرى أرضيّ
لتبقى أنت
يا سيد
لتحكمني
وتحكم غيري الأخرق
وقولي مات
من زمن
وقفت برهة
لأسال
ما بالي
وما بال الأمة الحمقاء
تكذبني وتعريك جلال لايهابه أحد
أكنت مثلهم يوما
أمجدك لأشبع جوع أطفالي
أنافق تارة
وأعبدك عبادة العبد للمال
وفي الليل أرجف كالمختل من الرعب
لأني لا أريد سوى
بقايا الأكل من القصر
لأولادي
لأحفادي
لأمي العمياء من جرح مرضاها
وأبي المبتورة يداه من ويلات الحروب مع السلطة
من جسدي المنهك المتهالك
الذي يشكو مني حين يسمعني
في كل ما يجري
وتسألني لما هذا
كأنك لا تعلم ما الداعي
إلى جرحي إلى غضبي
تفتش داخلي مرة
وتعلم أنني ميت
فلا جرح يواسيني
ولا دقات عاصفة
تؤرقني
وتحيا من دمي مرة
لساني مقيد
ويدي مقطوعة
ورأسي كله أبيض
يقال عمري عشرون
ولكن الحقيقة خمسون
فقد شخت كبرت
دون أن أعلم
لأني مواطن من الدرجة الثانية
فلا يسمح لي بالدخول
حتى إلى دولنا المجاورة
فلوني ليس لائق
وثقافتي سطحية
وعقليتي كالبهمية
وكل هذا لأنني لست أبيض في الطينة
فلا عجب إن كان الغربي يراني إرهابيا
مادام الداخل ينفر مني لأني عربيا
أسير الماضي والحاضر
ينادى علي بالخائن
كأني خنت أوطان
ووقعت إتفافيات
بالتطبيع والكذب
كأني حرمت أوطان
من قوتهم يوما
كأني خضت حربا
على الداني والقاصي.
فيا ويلي على ويلي
على صبحي
على ليلي
على أمسي
على حاضري المختال مني
دون علمي أو بعلمي.
