أقبل النهار على مدينتي،
غير أن ضوءه لم يطل روحي،
فقلبي ما يزالُ مذْ تِلك اللحظة
غارقًا في ليلٍ كثيف،
ليلٍ لا تُحصى عتمتُه،
ولا يعرفُ كيف تُولَدُ فيه الحياة.
إنها الوحشة… الفقد… والأسى،
ثلاثةٌ اجتمعت عليّ
فصاغتني على هيئةٍ لا أشبه فيها نفسي،
وأشدُّ مما يطيقُ القلب احتمالًا.
كم مر من صباحٍ ولم يطرق باب صدري نور،
وكم توهجت الشمسُ فوق النوافذ
بينما بقي داخلي مكسوًّا بالظلال.
أمشي ولا يشبهني الطريق،
وأتنفس ولا يعرفني الهواء،
فكل شيءٍ حولي يمضي،
وحدي أنا العالقةُ في اللحظة التي آلمتني.
الوحدةُ ليست فراغًا يا صديقي،
إنما هو حضورٌ ثقيل يجاورك كل مساء،
يُصغي لارتجاف روحك،
ويذكرك بما رحل
وما لن يعود.
هكذا بتُّ…
ظلًّا مرتجفًا يبحث عن دفء،
وصوتًا خافتًا يحاول النجاة
من صدى الألم العالق في الضلوع.
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية