الآن أنا أقف على حافة ديسمبر
قفزةٌ واحدة وتخطو قدماي في
أرض العام الجديد
على حافة ديسمبر أقف
حاملاً معي من هذا العام
حبيبةٌ جميلة
قصائدٌ رديئة
حُلمٌ جديد
بعضُ الوجوه
أصواتٌ لأمواتٍ عالقين في الذاكرة
سجائر مستوردة
وثائق خيباتٍ تدين الكثيرين
ورصاصتين
واحدة تنفع إذا فكرت يوماً في الإنتحار
والثانية سأطلقها على رأس الفقر
إذا حاول اعتراض طريقي مرةً أُخرى
في عاميَ الجديد
أيضاً أحمل معي من هذا العام
كلمةٌ -أحبكَ- تجلب لي سعادة وحظاً جميلاً
كلما نطَقَتْ بها حبيبتي الصغيرة
أنظر إلى الخلف
في كل أيام هذا العام
وأشتم كل صانعي الحروب
في بلادنا العربية
وأقول وأنا ألهثُ
لقد كان عاماً مُراً
لكنّه
كباقي سنيني
قد مرّ
وأصبح مجرّد روزنامةٍ ورقيةٍ
ملقاةٌ في سلّةِ مهملاتي
سلّةُ مهملاتي الممتلئةِ بالأشياء
والأشخاص الخطأ
سوف أحمل معي
باقة توليب كبيرة
كبيرة جداً
تكفي جميع شهدائنا
الذين قضوا
في سوريا
والعراق
وفلسطين
ومصر
وليبيا
واليمن
وخبزاً يكفي بشكل أو بآخر
كل منكوبي الحروب الجياع
واليتامى
سوف أحمل معي من هذا العام
شوقي لأصدقاءٍ قُدامى
وحاراتٍ قديمةٍ
وككل ّ عامٍ
سوف أحمل معي
حبي الكبير لدمشق
كما أفعل منذُ طفولتي
أُنقِّلُهُ بشغفٍ بين الاعوام
سوف أعبرُ إلى العام الجديد
بخجلي
وحساسيتي المفرطة
وكبريائي
سوف أعبرُ إليه
العام الجديد
بسيارة مكشوفةٍ بلا سقف
وأُشيدُ فيه منزلاً
مفتوحاً للسماء بلا سقف
وأبني فيه علاقاتٍ جديدةٍ
لكن أيضا “بلا سقف”
كي لا تكون لتوقعاتي الحسنةُ فيهم
سقفاً ترتفعُ إليه.