للخيانة أكثر من نصل
وفي حركة جنونية
تشبه تطاير شذرات من
لهب
ترسل الخيانة أنصالها
لتصنع جراحا هوجاء
فجأة ينتابني الخواء
وكأنما الاشياء تعبرني
لتسمع صدى صوتها
صرت كجرة بالية
تستند على حائط قديم،
يدور الهواء بها
ثم ينكر رائحتها .. ويروح
ولكنها تعرف من فوهتها
أنها كانت مليئة بشيء ما
أنا ياحبيبي
كنت يوماً أمك الكفيفة
أوزع كل يومٍ
خبز الحياة على أفكارك البالية
علها تكبر يوما ،
وتقلص مسافات الخذلان
صرت أحملك في شرنقتي
أطعمك ذاتي
لتخرج للحياة بأجنحتي
وأمنحك عيوني
لتعرف الألوان
فلا يصيبك شحوب الأرض
كما وهبت فمك الصوت
وعلمته الكلمات
كي ينطق الحب
كنت أتكئ على حبنا
كان أريكتي المفضلة
كانت كل نواقضك أبنائي
وكنت آخذ أشيائك البسيطة في حضني
لأدفئها وتكبر
فأحبك أكثر
لكن !
حينما تناثرت الأنصال
هشمت وجهك في المرآة
لم أعد أرى ملامحك ..
كان كل جزء منها ينغرس في جسدي
ويحدث ثقباً
تتسرب منه أشياء وتدخل منه أخرى
أتذكر ؟
كنت قبلها تلوح لي
تصبحين حبيبتي،
وتغيب خلف جدران رمادية
تلوك بعض رائحتي وتبصقها تحت الجدارن ..
وتروح لها هي بفم فاغر من الدهشة
كانت تلك الدهشة ملكي أنا
كانت من مقتنيات حبنا
وكانت أم كلثوم شريكتك في تلك المهزلة
كل ليلة في الحادية عشر
تحيك معك طرفاً من ثوب الخيانة
حتى نجاة
ورتطها معك
فقالت ..
(إلا إنت )
أنا كنت قد أستثنيتك
من بين كل البشر
ومنحتك ضوء روحي
فاستبحت عمري للركض كما تشاء ..
ولكن النصل طعن كيف شاء
حينها جربت المقصلة .