كيف لك أن تطير
و أجنحتك من طين
متشرّبة من الدّمع حينا ،
الدّم أحيانًا
فقط
لئلّا تجّف أنت ، فتُكْسَر
و تندثر ؟
كيف للكلام ألا يكون
نيّئًا و لسانك الطّازج
يذرف دمًا إن جُرِح ؟
عليك أن تلوك صوتك،
صمتك مرارا
لينضج الحديث فيكون ،
طيّبًا ، يفتح شهيّة الفكر
للمزيد
فالمزيد….
لطالما بحثت عن رذاذ معانيك
بالفهارس و القواميس….
لم أجد إلّا مفردات فاترة
لا تمتّ للأصل بصلة …
أدركت أنّ العمق بصمة فريدة
لا تتكرّر …
ببرودةٍ ، أحرقت أبجديّةٍ
أعشقها …
اعتنقتُ أخيرًا ،
حبالك عقيدتي فلحدي!
بلا لغة، أتهجّى درب الشّوق …
بلا فواصل أسير ، أنا أسيرة
العمق الأثم…
بلا علامات ترقيمٍ ،
رفعت راياتي
فباتت ترفرف
على وتيرة النّبض
المحلّق …
تلتصق الجمل كأسراب فراشٍ
متكتّلةٍ عند برزخ الضّوء…
صوتي صمتي و الصّدى احتواءٌ
لكلّ شذرةٍ من زخّات الحبّ
ّالمنبعث منك إليّ ،
في انحناءة أخيرة
لتيه ضريرٍ ينهل
الضّوء ، ليزداد شغفًا …
أكان حبرًا أم دمي ،
ذاك الذي نحتته أناملك
وشمًا يتموّج حين تطغى
مزاجيّة الشاعر المجنون ،
على رجاحة الأديب المتّزن ؟
كيف لك أن تجمع ،
ين رقّة الحرير ،
و قبضة الحديد و هو
يضغط على زناد ثورتي فتخمد،
و هو يضغط على زناد سلامي
فينصهر بحربٍ ضروس
كيف؟