وقالَ من علاماتِ الحبِ
أن ترى وجهَ اللهِ في مَن تُحب..
وما قد يبدِّدُ العزلةَ باليقينِ
وجهُه الذي ينبتُ ,
من الأشياءِ البسيطةِ
من وراءِ زجاجِ النافذةِ
من دفقِه الماء الجاري على
حافةِ الكأسْ..
من انعكاسِ الضوءِ على واجهةِ البناءِ المقابلِ
من انسكابِ المطرْ..
أتذكرُ حينَ قلتَ لي ضحكةٌ واحدةٌ تكفي ليخضرَّ الليلُ على سرةٍ يابسةٍ
وقلتَ:لا تبتعدي..
أتذكرُ كيفَ ربطتَ الصدى
وخيطَ البالوناتِ الملونةِ تلك إلى أصابعي
سمرتَني بالرصيف
وقلتَ احملي الهواءَ
عني ريثما أعود
عميقاً غبتَ
وأنا أعددُ الفصولَ
وأتلو المناخاتِ على دمي
مئةَ عامٍ من عزلتي
لن تكفي ..
ربما تجلسُ الآنَ
في مقهى ما ,حتى ساعةٍ متأخرةٍ من الذبولِ
أو ربما خارجَ ما يسمحُ بهِ الوقتُ من تخيلاتٍ
وهو يبعثرُ مفاتيحَ الكلامْ
يقولُ الروميُّ: (الحبُ هو ماءُ الحياة)
كيف لي أن أغالطَ اليقينَ
ماذا أطلقُ من أسماءِ
الرغبةِ والشهوةِ
على تأملاتي
ولم يخبرْني الحلاجُ
إلا قليلاً عن محنةِ العاشقِ
لم يعُدْ ثمةَ قبلُ أو بعدُ
هذا الزمنُ صغيرٌ عليك
والأرضُ
ضيقةٌ.. ضيقةٌ ،في حافةٍ ما
تُطِلُّ طيورُ الوَحشَةِ من صدرِكَ وتفتحُهُ للريح
وماذا عن شموسِكَ التي لا تُعَدُّ.
ماذا عن جسدٍ وحيدٍ تفسَّرُ به
أساطيرُ العالمِ
في الحال أنتَ إذن
تفتشُ عن ماهياتٍ
أعمقَ للجسِد تفتحُ نافذةً للعتمةِ
وتستنبتُ العشب من شهقة مبحوحة الماء
للجسد مداراتِ الألوانِ ومزاجَ فراشة
سأدنيكَ من مهابطِهِ وتكويراتِه
حرفاً حرفاً إلى أن تُجيدَ
ترنيمَ إنحائِهِ الحسنى
حينها قد أدلُّكَ
على انكساراتِه العميقةِ
أو ..ربما..
على غواياتِه الأخيرةِ تلك..
حيثُ وجهُكَ يتوهجُ فوقَ
أسمائِه, وحيثُ
لك أن ترتبَ الليلَ بأبهةِ
الماءِ والفوضى
لتيهِ الزمانِ والمكانِ
بالصمتِ نحوَك أتقدمُ
وادعوكَ بالحنينِ حيناً
وبالشوقِ أبداً
خذني بكَ في اختلافِ الجغرافيا
إلى صحاريكَ
المكتظةِ بالتذكرِّ
حيث تخطُّ تواريخَ
عزلتِكَ وتنصبُني حارسةً
على مجازاتِك
الأخذةِ بالطهرِ
والإثمِ معاً
وتقول:كنتُ اقضمُ تفاحةَ الغصةِ
المشتهاةَ ريثما تصلين
كثيرةٌ أشجاريَ المثمرةُ
لكنك ثمرةُ اللهِ الوحيدةُ
قبلَك كنتُ أفتشُّ عن إشارةٍ
تشبهُك ولا تشبهُك
لأنتهي بكِ..لي