غامرتَ يوماً
فأحببتَ
مددْتَ بعض المطر إلى الجوف الأسود، إلى حكايا مغلّفة بجذور الصّخر، وتأوّهات الحلم المنفي.
ماذا فعلتَ بحيرة الحقول؟
كيف لملمتَ دموع الأودية السّحيقة حبّةً حبّة
وطرحتَ
زرعها في أقصى السّماء؟
كيف عرفتَ أنّ القمر يكتملُ ما إن يهلّ. أنّ الجمالَ
يفتتنُ برؤىً نائمة في رعشة وردة تتكّئ على كتف البردِ الدّافئ.
أيّها المصنوع من صمت الجمال
المجبول بنزاهة الطّين
المنثور في ابتهاج الأرض
الملتحم ببصيرتي
المنفصل عن بصري
أيّها البعيد بابتسامتكَ
القريب بهمسكَ
السّعيد بولادة طفلة
الحزين من رهبة الشّوق
العليم بجداول منسيّة
الرّفيق بوحدة دمعة
تراءَ من فوق حقيقة هذا العالم
وامضِ بي إلى حيث المنتهى لحظة عشق.
