غيمة
غيمة
غيمتان
فواحدة تبكي
والأخرى قد عرشت في السماء
في المجازات
أبكي
حتى تفتت بعضي
دمي وطن للعصافير
أو وطن للشتاء
في المجازات
نكتب للشمس سيرتها الأولى
ثم نرسم ظلا على شاطىء البحر
لا تشتهيه ضفاف السؤال
في المجازات أضحك
أخفي وجهي
و كل المرايا التي لا أرى
في المدى جفت
و هي تغزل من أسراب القصيدة ثيابا للقتلى
ها… رحلت و في النبض جرح
و لم يبق الا دمي
غيمة …
غيمة …
غيمتان …
فواحدة تبكي
والأخرى قد عرشت في السماء
كم سؤالا ستلقى أمامك مستفسرا في الطريق الى البحر…؟
كم من شكوك تراودك الآن في البر…؟
احمل عصاك سيأتيك خيطا من الضوء
لا تبتعد عن دمي
هاهنا في المدى مقتلي
آه…أفنيتني
ثم ذبت حماماعلى كتفي
وغزلت دمي
ثم سحت يبابا على هيئتي
غيمة …
غيمة …
غيمتان …
فواحدة تبكي
والأخرى قد عرشت في السماء
هنا وطنفر من شفتي فجأة و غفا
وطن ساح مثل حمام على جسدي و اشتهى
و ارتديت الظلام
ارتديت دمي
ودمي ذاب في الظل و الظل في الريح قد نزفا
آه …ذاب السهم على جسدي
ذاب أغنية تتعرى من عزلتي
وأذوب يماما في الماء معتكفا
سيروا لا تلتفتوا خلفكم
خلفكم
جاسوس الضوء
يعلمكم سر هذا الفناء
و ذوبوا أشجارا في ظلال المجاز
لكي نرتدي في المساء
قميص النبوة ثم نسيح غماما
في شجر الكلمات
نرى الماء يغزل من حرفنا
شجر المعنى
ثم نزرع دمعا طريا من جمرنا
سيروا لا تلتفتوا خلفكم
خلفكم
تكبر الآن أشجار الظل
يعبر ملح الصحراء مثلي
يلوح للريح كي تأتي
سيروا لا تلتفتوا خلفكم
أنا لم أجرح الناي من لغتي
أنا لم أشته قلقي
فتعال وضمد جرجي
جرحي الى شرفتي يمضي
أيها الجرح خبز المعاني علاه الغبار
وملح الحقول يداس
فيعلو الغناء
و يرمى السكوت بطين الضجيج
على شاطىء الجرح
يا أيها الجرح هذا دمي
رحت أعصره رغبة في غد أخضرا
حين فاجأني الموت
رحت أرتب أيامه في عزلتي
آسفا رحت أجمع ظلي+