بالحلم الهارب أبد الدهر .
أبدأ رحلة النسيان .
و أنا أشد من حرب .
و أقل من رصانة عابرة .
أدون هذا الخراب الهائل .
نافورة سيئة الطالع .
في رياض مهجور .
و صمت كبير .
في مقبرة الغرباء .
أهيج غضبي .
و أروض حزني ’
على العصيان الدائم .
كل الجميلات اللواتي ,
مررن برياضي ,
رحلن في فوضى الغموض .
كلهن يانعات .
و أنا المسافر ,
عبر جرح الزمان و المكان .
أرج ذاكرتي .
و أدعوها للهدير الشامخ .
فراشات سوداء .
و طيور الخيال السائب .
تحلق فوق حزني الكبير .
سليل الريح .
و إكسير الجنون .
أشتعل في الفلوات .
أشرق في القبور .
و أنتشي بالعدم .
أنا مروض الجنون .
و مبدد الحبور .
لا أتدمر
من فوضى الحواس .
و لا أرغب الغفران .
لا أبالي بالنشوز .
و لا أشتاق .
إلا الحلم إذا ضاق .
من ربوعي .
قام سلطان الشرود .
و إلي منتهى الجحود .
لكن ,
من يكترث ؟
موجود أو مفقود .
لا شيء يجدي نفعا .
إذا غابت رغبة الوجود .
الروح العنيدة .
سجينة جسد هزيل .
عزاؤها
النجوى و الخيال .
لضمان الخلود .
حر أنت ,
حين تنسى .
فوق غيم الروح .
تحت سقيفة الجرح .
أضرم صوري ,
بنار الحروف .
أجهش بكل ما اقترف ,
دمي من حنين .
أنير درب العزلة ,
بكل فوانيس الذاكرة .
تحضرني ,
كل الوجوه التي رحلت .
أشيعها من جديد ,
إلى قلبي .
و أولم لها حزني ,
قربانا للخلود ……..