في زفافها
وحده كان يضحك ويرقص
يغني ويصفق بخفة طائر بري
الشخص الغريب
الذي لا تعرفه
ولا أحد دعاه إلى عرسها!
تلتفت إلى ابن خالتها
الذي كبرت ک شجرة عنب
على عريشة قُربه؛
حزينا وينخر السوس أخشابه
ولو أنها دفعته برقتها
لتكوّم على
يأسه..
تلتفت إلى الغريب؛
يضحك كأن لم تمس أنامل الحزن
أحبال صوته قط
يرقص كأن العالم من حوله
موسيقى لن تتكرر
يغني ويرتد صدى غناه من قلبها:
أن تعال اخطفني،
يصفق كمن ينفض عن عمره
غبار سنين من الوحدة.
الآن، بالتأكيد، فات الأوان..
لكن عناقيد من روحها
تدلت في كفوف نظراته،
وامتدت شفاه قلبه تقطف حبّةً
تبرعمت على خدها:
أحبّكِ.
لا تعرفه،
لكنه قيدها
بخفّته..
لو أنها تستطيع التعري
من مخاوفها
وترتدي غرابته!
تفيق بعد ابنها الخامس
على رنين وحدتها
ونغمات جسدها المترهل
لتلحق مطبخها
قبل أن يعود زوجها -ابن خالتها-
فيهدم على رأسها
ما تبقى فيها
من أنوثة!