قبل أحالتي على التقاعد/بقلم:كامل الغزي(العراق)

لو كان لي الخيار
أن أصبغ قميصي برماد
أبيض ، لفعلتها بعلبة من عصير الأدغال التي أتقن صناعتها
على هيئة خواطر
غامقة جدا ، متحولا
بذلك
الى
رجل أبيض تشوبه زرقة
خفيفة ، يلبس عدته ويخرج
يجمع النذور التي تعج بالأضاحي والنقود الورقية وأواني السمن الحيواني ،
ويكتب الترهات
للنسوة
العوانس
ويوزع الخرافات على بيوت
زينت أرائكها بمحاصيل الأحضان
الدافئة

_____
وقتذاك
وبرغم
خروجي من مداخن
البيوت الطويلة ، على هيئة
روائح نفاذة
وحصولي على أوسمة
في اختصاص القراءات المجهرية ، وتحولي في عطل نهاية الأسابيع الى أغاني حزينة ، لايسمعها أحد من السكارى ،
وسجودي
في
أماكن غير صالحة
للعبادة
فأني ولحد
أحالتي على التقاعد ، لا أعرف
كيف أحك أرنبة ورقتي ، بطريقة
لاتثير فزع قصائدي الممددة
في خاصرة
الشعر

____
ولا
أعرف
أين أضع أصابعي
دون أن تحترق بنيران الشعر
وأنا منشغل بكتابة
السطور الأخيرة من قصيدة
تتحدث عن الزهايمر
الذي يصيب
ثعالب
أعتادت الغناء في غرف رأسي
التي تعج بالموسيقى
الشيقة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!