قبل أن ينتهي العالم
من الرقص
سأقبض على نهر ضال،
سأجره من ضفتة اللئيمة ، حتى يتلوى بين يدي،
كفضة مغناجة، سأنزع عن عيونه، شهقة الماء
سأقرأ عليه، تعويذة النعاس
كي ينام
انا حيرة ساكنة
في لوحة بيضاء
هكذا قالت لي الذئاب
أنا وقع خطوات الطيور على الثلج
وكلما تذوقت كرز الحقيقة
تموت حولي الطيور
وأنمحي ….
كما تنمحي… الريح
في كف زهرة ناعسة
قبل أن يجفلها
المساء
ــــــــــــ
قبل أن ينتهي العالم
سأمحو المدن من جنباته،
والقرى النحيلة والطقوس العنيدة،
والخرافات، والمعارك،
وما اقترفه البدائيون ضد الحجر
والحضاريون ضد الشمس، وقصص الحب ،
والبهجة التي تكدست في الاغاني
والتاريخ الذي أجفل
الميتين
سأنزع الحماسة من أصابع النار
وأجمع الحرب في حقيبة
وأقدمها لهابيل قبل الفجر
عله يسامح قلبي
لنتدارك هذا الجنون
قبل أن يدخل علينا ذلك الشتاء الثقيل
——–
قبل أن ينتهي العالم
سأمسح العتمة عن وجهي
والغبار عن جدائل الريح
حتى تنبت حقول الطيبة في صدري
سأنفض عن القمر عيون العشاق
وأتركه يركض،
مثل المجنون في حدائق السماء
———-
قبل أن ينتهي العالم
سأدل البرق على قلبي،
حتى تخاف النار
وتختبئ في الشجر وفي الحجر
وتنام طويلاً
في أوكارها قبل الإشتعال
سأدعو قطعان الدهشة
لتدخل الى حقول الفتنة
لتصير شجراً أزرق
يلمع، ويخفت
مثل قناديل مسحورة
على نوافذ العشاق
——————
قبل أن ينتهي العالم
سأمسك الغيم من أطرافه
وأهزه قليلاً….
لتتساقط الأدعية اليابسة
عن شجر الصعود
وألمّ ما تبقى من موسيقى الحياة ،
في سلال الجن
وأرقص قليلاً
وأطير في سماء معكوسة ،
لأنام مرغماً
في حدائق التراب