كانت لي / بقلم : وديع ازمانو

كانت لي،

في حياةٍ ماضية

كتبٌ ضخمةٌ

أكبرُ من حجمي

وأعلى من ناطحاتِ السَّحاب

وكنتُ أجهدُ ، لأحملها على ظهري الهزيلة

فأحرقتها “عائشة”

وها أنذا في الحياةِ ، أستغرقُ

وأجلو بأصابعَ من رمادٍ

جمرةَ “عائشة”

/

قد سجَّلَ “سُقراطُ” ،

كلامهُ في كأسِ سمٍّ

وها نحنُ ننفرُ من حكمتهِ

نلوذُ جُبناءَ ، بالكتابةِ

ونُعتِّقُ في جُلودِ الذَّبيحةِ

نتانةَ الوعي

/

لستُ مؤهَّلا

لاثبات وجودي ، بالكلمة

فكيفَ لي ، بوجود الله ؟!

/

أنا رجلٌ بسيطٌ

يكفيني ، بسطُ رجليَّ

لتتعثَّرَ ريحٌ

/

مهما كتبتُ من كلماتٍ

مهما سكبتُ من أنخابٍ

ومهما …

تُرى العالمُ

يقبلُ بمُجالستي !

/

لم تكن تلكَ الليلةُ مجنونةً

أو ساحرة

وهي تطردنا

بالمِكْنسَة

/

أنا رجلٌ سيِّءُ السُّمْعة

لهذا ،

يتهافتُ الجزَّارون

على جُثّتي

/

ضع ثقتكَ الليلة بصديقٍ

وانتظر في الصّباحِ

جريمةً

/

حدثتني عائشةُ ؛ عن نَارٍ تأكلُ الحطبَ ،

عنِ حطبٍ تأكلُ النَّارَ ،

عنِ نَّارٍ مسروقةٍ من كتفِ جبلٍ ،

عن نَّارٍ مُودعةٍ في أُفقٍ ،

عن نَّارٍ تشتعلُ في ماءٍ ، وماءٍ من نارٍ

حدثتني عائشةُ / ذاكَ اللَّهبُ

أحترقُ فيهِ ، لأخرجَ سلاما

ولم يكن حديثها من أساطيرِ أوَّلينَ

لم يكن معجزةً ، تخفقُ معها سماءٌ

أو مساهمةَ الحيويِّ في انفتاحِ أبوابٍ

قد تكونُ “عائشة” ؛ جنِّيَّةً من سطوةِ البحرِ

و العِرافة

تصطادُ برشاقةٍ، حجرَ الغيبِ

وتمهرُ في الطبيعةِ بئرَ ألغازها

قد تدعمُ الوقتَ ، بساعةٍ

لاستهلاكِ الحواس

وهِباتٍ من روحٍ تدعكُ المطلقَ بزعفرانِ أنفاسٍ

قد تكونُ قيمةَ الزَّمنِ الأقصى

وأنا الممسوسُ بنارها

جناحُ فراشة !

…….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!