كانت لي،
في حياةٍ ماضية
كتبٌ ضخمةٌ
أكبرُ من حجمي
وأعلى من ناطحاتِ السَّحاب
وكنتُ أجهدُ ، لأحملها على ظهري الهزيلة
فأحرقتها “عائشة”
وها أنذا في الحياةِ ، أستغرقُ
وأجلو بأصابعَ من رمادٍ
جمرةَ “عائشة”
/
قد سجَّلَ “سُقراطُ” ،
كلامهُ في كأسِ سمٍّ
وها نحنُ ننفرُ من حكمتهِ
نلوذُ جُبناءَ ، بالكتابةِ
ونُعتِّقُ في جُلودِ الذَّبيحةِ
نتانةَ الوعي
/
لستُ مؤهَّلا
لاثبات وجودي ، بالكلمة
فكيفَ لي ، بوجود الله ؟!
/
أنا رجلٌ بسيطٌ
يكفيني ، بسطُ رجليَّ
لتتعثَّرَ ريحٌ
/
مهما كتبتُ من كلماتٍ
مهما سكبتُ من أنخابٍ
ومهما …
تُرى العالمُ
يقبلُ بمُجالستي !
/
لم تكن تلكَ الليلةُ مجنونةً
أو ساحرة
وهي تطردنا
بالمِكْنسَة
/
أنا رجلٌ سيِّءُ السُّمْعة
لهذا ،
يتهافتُ الجزَّارون
على جُثّتي
/
ضع ثقتكَ الليلة بصديقٍ
وانتظر في الصّباحِ
جريمةً
/
حدثتني عائشةُ ؛ عن نَارٍ تأكلُ الحطبَ ،
عنِ حطبٍ تأكلُ النَّارَ ،
عنِ نَّارٍ مسروقةٍ من كتفِ جبلٍ ،
عن نَّارٍ مُودعةٍ في أُفقٍ ،
عن نَّارٍ تشتعلُ في ماءٍ ، وماءٍ من نارٍ
حدثتني عائشةُ / ذاكَ اللَّهبُ
أحترقُ فيهِ ، لأخرجَ سلاما
ولم يكن حديثها من أساطيرِ أوَّلينَ
لم يكن معجزةً ، تخفقُ معها سماءٌ
أو مساهمةَ الحيويِّ في انفتاحِ أبوابٍ
قد تكونُ “عائشة” ؛ جنِّيَّةً من سطوةِ البحرِ
و العِرافة
تصطادُ برشاقةٍ، حجرَ الغيبِ
وتمهرُ في الطبيعةِ بئرَ ألغازها
قد تدعمُ الوقتَ ، بساعةٍ
لاستهلاكِ الحواس
وهِباتٍ من روحٍ تدعكُ المطلقَ بزعفرانِ أنفاسٍ
قد تكونُ قيمةَ الزَّمنِ الأقصى
وأنا الممسوسُ بنارها
جناحُ فراشة !
…….