كرذاذٍ على خديك/بقلم:معين الكلدي

صَباحٌ بنكَهةِ الفُستُق ..
نَكهةُ عينيك ..
يُزاولُ الضوءَ غير آبهٍ بعتمةِ عَيني ..
غير مُهتمٍ بذبولي قبلَ الإلتفاتةِ الأولى ..
غير مُستغرقٍ أجزاءَ ثوانيهِ ليَمُرَّ في قلبي الصخري
صباحٌ مَجنونٌ بروعتهِ تلك
يَخلعُ عنّي كلَّ رغباتي في الفَناء ..
يُجرِّدُني مِن نَفْسي المُتهالكة ..
يَجمعُني كرذاذٍ تَقطّرَ على وردِ خديك
ويَغسلُني كالموسيقى في تَناهيدِ الحبيب

صَباحُ القَهوةِ المَشدوهَةِ بِسُكَّرِك
المُتَعطِّشةِ لِلَبنِك
الغارِقَةِ في ارتشافَتكِ الشَّهية
كُلُّ رُطوبةٍ عَلِقَتْ بفنجانكِ شاهِدٌ على تَعرُّقِ البُنِّ خجلًا مِن قُبلاتك
كُلُّ بُخارٍ رايةٌ بيضاء رَضخت لكاملِ الحب

صباحٌ كهذا وأنتِ صَباحهُ ..
يُبدِلُ روحي
يُشكِّلُ عمري
يُعرِّفُني بآخَريَ الملائكي
يُجَمِّد فيزياءَ الوقت
يُولِّدُ خيمائيًا في القلبِ ليُبدِلَ الجِراحةَ بتُحفةٍ مُذَهَّبة
يَنقُلُني بسرعةِ الرمشِ بين طفولتي المُنسيةِ وطفولةِ العِشقِ الآن
يُطعِمُني الشوكولاتةَ المُذابةَ بِبسمةٍ لَذيذةٍ
يَصنَعُني قالبًا عسليًا فقط لأنّني اقتربتُ مِنك !

.صَباحٌ كَرنفاليٌّ كعِطرك
يُحلِّقُني بالمِزهرياتِ البابلية
وبأغاني الأندلسياتِ الساحِرة
و بغَديرٍ مِنَ الفَرحِ المُسالِ الخالص
وكظبيةٍ لَعِبت مع الفَراشِ ذاتَ وَلَهٍ ألاعبُ أنفاسكِ الجُورية ..
أقفزُ بَينَ الضِحكةِ والضِحكةِ
بين الشَفةِ الرَطيبةِ والشَفة
ليطأ قلبي على عذوبتك المحضة ذات ذهول

صباحي أنت !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!