كفاكِ تقايضينني بالشِّعر،
من أوهمَكِ أنّي اكتبُه
كلُّ ما ذُكرَ من شعرٍ لايتعدّى جرائمَ حبرٍ أرتكبُها على الورقِ
لشَعرِ صدري قولتُه ،بذلك يزدادُ قتامةً كلما انسلَّت فارزةٌ
راحت تتدحرجُ على سُرَّتِك بدعوى أنها سلةٌ لجمعِ القُبلِ
اللوثاتُ التي تمر،ُّ بالنُّصوصِ ماهي الا لوثاتِ دروبِ الطين ِ التي نعبُرُها حيث صباحاتِ المدارسِ الباردةِ
لذا تجدين أكثرَ النصوصِ ملطخةً بستينَ ألفِ لوثةٍ ولوثةٍ
اللذين أخبروكِ بارتكابي الحبرَ
لم يذكروا بأني لستُ منهم ولم يمرَّ بخلدي شيءٌ من هذا
كلُّ مافي الأمرِ أنّي محتالٌ أسطوا على بيض النصوصِ لأفقِسَها على صدركِ
أعسُّها فتافيتَ لغةٍ بائتةٍ
مشكلتي الكبرى بعد كلِّ عامٍ، يأتي صقرُ القصائدَ يسألُني
ما أخبارُ الفراخِ الصغيرةِ
وهل حقاً نما ريشُ أجنحتِها، ولم يعلمْ أن أفاعي الحقولِ قضتْ عليها بالعصرٍ
ماذا لو قايضتيني بأشياءَ أُخرٍ
ليس للشِّعرِ منها سوى اللونَ
كأن تستبدلين سيرَ ساعتِك بما تبقّى من قتامةِ شَّعر صدري
تفكُّ خصلاتِك ليتساقطَ أخرُ نيزكٍ معلقٍ في السماءِ
تريقين لعابَك دفقةً واحدةً لتشعر َ الأنهارُ بزهو عذوبتِها
ترمين قطعتَك الأخيرةِ بوجهِ الشمس ليعتزلَ أهلُ الشعر ِرخامتَهم
مارأيكِ نعودُ مرةً أخرى للعهدِ الذي بيننا بشريطةِ أن نُلقي فقرةَ الشعرِ من النافذةِ الضوئيةِ نستبدِلُه بشرطٍ جزائيٍّ لايصلحُ لضرباتِ الجزاءِ بين شفتين
لعلّها مقايضةٌ خاسرةٌ وأن أرتضيتُ
بزهوِ انتصاراتِك.
ثمةَ شبهٍ بين ثيابِك القصيرةِ، والنصوصِ القصيرةِ التي أكتبُهما،
فكلاهُما لا يغطيانِ ساقَ النصِّ الطويلةِ ..!
كما كلِّ مرةٍ أدخلُ حجرةَ النصِّ خالي الوفاضِ إلا من يأسي، تاركاً خلفي قهقاتِ القصيدةِ تلوذُ بسدِّ البابِ.!
أدخلُ بنِصِّ الليلِ بتفاصيلَ المرايا المهشمةِ وحفنةٍ من شياطن الشعرِ
لأخرجَ من دُبرهِ كعرافٍ مغمىٍ عليه..!
خوذةٌ ورقيةٌ أُلبِسُها لرأسِ النصِّ كي لا يصدأ الجرحُ
أسفي عند أولِ طلقةِ كاتمٍ يتناثرُ الحبرُ يغطي وجهَ الرِيحِ..!
ببخورِ العرافاتِ وتعاويذَ المريدين الصوفيةِ أُلصقُ أصابعي، كي لا تتدحرجَ الحروفُ من ظهرِ القصيدةِ..!
الكلابُ التي تنبحُ طوالَ الليلِ خلفَ سياجِ القصيدةِ، في الصباح ِأُلقمُها
عظمتين من القصِّ، فتهدأ..
َ** هامش**
مارأيكِ…
نعقدُ هدنةً،
كفانا حرباً، نتراشقُ بالنصوصِ،
تعالي: نتراشقُ بالقُبلِ
لندعْ أمرَ التشطيرِ والتخميسِ،
نتركُ أمرَي الفاعلِ والمفعولِ
لننامَ بين طياتِ ديوانِ غزلٍ
أتذكرين مرةً، حين كنتُ أقرأُ لكِ في الصفحةِ الخمسين،
وكانت يومَها أصابعُكِ ترتعشُ خجلا.ً.
وكيف كنتُ أقرأُ الحروفَ بدرْبةِ عرافٍ،يقرأُ العزائمَ والتعاويذَ،كأنّ فيه مسٌ من خّبلٍ…!!