لا وقت للمعارك الجانبية
إني أخوض حرباً ضد نفسي
أدمنت الخسارات
ولم أعهد إنتصاراً حزته من قبل
الوقتُ تربكه
فزاعات شتاتي
أقلب صفحات أيّامي كما لو أنني الوحيد
الذي صب نفسه داخل كؤوسها،
أرصف عهدي بالطريق للمساجد
بالصلاة على عجل داخل غرفتي
أمضي وحيداً لا شيء في يدي
سوى أصابع تسرف بسد ثقوبي الكثيرة.
أنا من بلاد قدستها جرائم الحرب والجوع
حزنها لا يشق له غبار
أجسادنا نحيلة
موبوءة بالطين
والخوف فينا تهدل من أجسادنا كجدائل جنية
تزوجت ألف عابد،
خوفنا
من ألا نطعم صغارنا كل يوم
نحن الخائفون بالفطرة
أباؤنا سلقوا وجوهنا بأنفاسهم الحزينة
وأمهاتنا ماتت
قبل أن تفطن للهزيمة أرواحنا الصغيرة.
تفاديتُ السنين كلها
ثم كبرتُ دون علمي
أنا رجلٌ قديم
عاش قبل الأن في أزمنة لا يعلم كيف فر منها
وكل سنين عمري
صارت على هيئة سماء
كلما جاورتها الغيم صنعتُ مصدات على حقول صدري حتى لا تجرفها السيول!
أجر صوتي من فمي
ثم أفر من نفسي قائلاً للسماء:
كيف لي بالصراخ
وصمم إنتظاري للفرج لم يمهل غيبوبتي نصف صيف وبضع وصول وجل،
العابرون ذاكرتي
لا يشبهون قبيلتي
لا يعرفون شيئاً عن طنين القلب
ولا يذكرون الله كثيراً
هم مثلي أبناء قهر وقرى بعيدة عن طريق الفرح
كبروا معي في أزقة
مألوفة للبهائم
والكلاب الشاردة وللكثير من خطوات النساء العائدة
من جبال كريمة
تجود بالحطب والمرعىٰ
كبروا ليبلغ حزنهم مبلغ الصبر حد الشتات والتعب.
أجر صوتي وكلمة الحرب تذوي على وجهي
وبلادي أرض الغيم
وأرض الغبار،
روحي ضعيفة
تركض مسرعة إلى عصياني
تفر من طبول الحرب
وتسرع مثل زهر ضال نحو عطار أفقدته القذائف حاسة الشم.