لحظات الوداع/ بقلم:شيماء الزغافي.

وقفت عند آخر ركن من أركان المدرسة،
كأنني أستأذن المكان للرحيل.
أحدّق في الجدران، في الممرات،
في الضحكات العالقة على أبواب الصفوف،
وفي ظلّي الممتد بصمتٍ على الأرض،
وأنا أتمتم: هل انتهى كل شيء فعلاً؟

سنواتٌ مرّت…
بسرعةٍ لم أنتبه لها،
حملتني من مقعدٍ صغير،
إلى دروبٍ من الأحلام والقلق والانتظار.
كبرتُ هنا،
وسط دفاتر مملوءة بالحروف،
ووجوهٍ ما زالت تسكن في قلبي
رغم الوداع.

أصدقائي…
أنتم ليسوا فقط عابري مقاعد،
أنتم ذاكرة،
أنتم ضوء في ليالي الامتحانات،
أنتم ملامح العمر التي لا تُمحى.

والآن…
ها نحن نلوّح لبعضنا
بابتساماتٍ فيها من الدموع أكثر مما يبدو،
نرتّب دفاترنا للرحيل،
ونفتح أبوابًا جديدة نحو المجهول.

الجامعة…
اسمٌ كبير كنت أسمعه بصوتٍ مهيب،
واليوم… أنا فيه،
أمشي إليه بخطى خجولة،
كأنّي أستعد للولادة من جديد.

كل بداية تحمل وداعًا في طيّها،
وكل وداع يحمل حلمًا لم يولد بعد.
أترك المدرسة خلفي…
لكنها تسكنني،
بكل تفاصيلها،
بكل صباحاتها الباردة،
وكل مساءاتها التي كنا نحلم فيها
بأن نصل إلى هذا اليوم.

اليوم وصلت…
لكن القلب ملتفتٌ إلى الوراء،
يهمس:
“ما أجمل تلك الأيام… وما أقصرها”.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!