هذا المساء
وأنا أقص عليك رؤيايَ
تحت ضوء قليل
ورائحة تراب
وصمت وسكون
وبعض من حنين
وأنت هناك
هناك
ترشف نور السماء
وتنظر في عيوني
تسمعني
وتتركني لحرقة السؤال
كنت تراهم
يرمونني
في قعر الجب
حافية
عارية من الحياة
أتلاشى
في غياهب
الليالي الباردات
أجر سنيني العجاف
وسنابلي اليابسات
تخاصمني روحي
أموت وأحيا
أغفو ثم أصحو
يهرب مني
زمني
يضيع مكاني
ترتجف الحروف
في فمي
تجف عروقي
وأنت
وكأنك ما تراني
!وما تسمعني
تحت عينيك
أنا
بعيدًا عنك
لا
لا
لم تهدئ من روعي
لم تدثرني
ولا طلبت مني
أن أكتم رؤياي
وأحرس سري
وأحترس من الشيطان
!وكذا من الذئب
كنت أنا والفراغ سيان
ظلال من وهم
ومن جور
والمسافات بيننا سور
وحكايات تلف
وأخرى تدور
أدركت حقًا
في هذا الهزيع الأخير
من ليلي الأبيض ما أسرت لي به الريح
وهي تذري التراب عن الطريق
وتزيح أوراق الخريف
أني لست يوسف
وهذا ليس أخي
فما رأيت ولا كوكبا
في سمائي
ولا شعاع شمس
وما رأيت قمرًا لي ساجدا
ولا وصل حبي
شغاف قلب
وقد غلقت الأبواب دوني
وما وهبني أحد نفسه
!أو قد قميصي