لقد كُنتُ ابن امي/بقلم:محمد عبد العزيز ( السودان )

لقد كُنتُ ابن امي ، ولا زالت
لقد نمت اسناني سريعاً
وذلك ما اغضب فمي
كان يُريد ان يمضي مزيداً من العمر بين اثداءها
كُنت اريدها أن تقرصني أكثر
وأن تُثرثر لخمسون عاماً بشقاوتي
لكنني
خرجت الى الطُرقات
اقضم اظافري ، وطين المصطبة ، واثداء اخُرى
اثداء سخيفة
تترك لحافات ، ومواعيد مخلة على الروح
احببت يا امي دوري الجديد
على المسرح
احببت السخام الذي العقه من اهداب انثاي
واجفانها المُغمضة
كانت تذكرني بأصابعك ، تنفض عن جسدي بقايا الكسرى
و قطع الضوء التي تنزلق من ظهائر ماكرة
احببت السنتمترات التي اتفوق عليها بها
حين نمضي معاً
نحو الخرائب المخيفة من المدينة
حيث الايادي تتمرن على التقاط الكرة في اجساد بعضها
وحيث الظلام يفسح لنا مُتسع
لندعي بأننا اقمار
وحيثُ تطلين يا امي ، لتُخجلي فيني الطفل الحائر في زغب نساء بالغات سن الاصابع
ماذا يعرف العالم
عن محاسن ؟
سوى خشونة اصابعها المُجهدة من رتق الجروح الفتية على النافذة
سوى كنس العابنا التي تشبهنا في بعثرة عمرها في التراب
ماذا يعرفون عن فمها الذي يتراقص انفة
كحديقة من العصافير
ماذا يعرفون عن احزانها التي تتمرن على الفرح سراً
لتبدو بخير
ماذا يعرف العالم
عن العالم
سوى أنه خناجر
يبدو في اضطراب اصابع امي ، في همجية الاواني صباحاً
كأننا نسكن مجرةِ اخرى
عرفت أننا لا نسكن الأرض
من عتبة الباب
و من النافذة
كم تمنيت لمشرد ، يجلس عليه الرصيف
لو كانت امه
محاسن
او لو كانت محاسن ، تملك قدرت الألهة
لتعد الشاي
لجميع العالم
ليبدو العالم وكأنه
لا يسكن هذي المجرة

 

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!