لماذا سرقتني/بقلم:رشا السيد احمد( سوريا )

لماذا سرقتني ومضيت
وكيف أمسكت بي في المروج المسافرة
وأنا العنقاء التي لا يحدها أفق
أنا طائر الفجر الذي يعانق شآبيب الكون كل صباح بقصيدة وإبتهال
وتحليق لا تثنيه الصعاب
لست هنا بعدك إلا طيفا يطالع الأفق البعيد
هو أنت مطرب الروح …
أنت ولا غير من تسعد برؤيته عيناي
وآه من عينيك التي سرقتها مني المطارات بينما أطالعك من خلف الآفاق بينما نبضي يتعالى و للرغبة في الروح عطر يموج بالرأس
بينما في أحيان كثيرة نخاف أن نتشق رذاذ ذاك العطر لأن الغياب فجأة يسرق من العيون الرؤى
ومن الروح النشوى وهي تحلق بقصصها عاليا فوق الزمنكان
بينما القلب يظل يبث أطوار أشواقه كيفما كان حال العالم في الخارج لأنه يتقن فن الإنفصال عنه ساعة يريد والعودة إليه حين يريد
و يدهشني قلبك الذي سكنني لأنه يفرض علي ما يريده وليس ما أريده .. رغم صغر حجمه
أحببته وأحببت منه فتافيت يومياته و التفاصيل الصغيرة التي يسردها عن أوقاته الحلوة الحلوة حد الاحتراق والتبخر لقمم السماء مزنة من فرح …
الحلوة التي تجعلنا نعاف العالم ونحب معها الخلوة لنعيش معه ومعها أوقات من حرير
كم من الأوقات نحب أن ننفرد بحديث قلوبنا عن ساكنيها قصيا عن الماحول
أحبه حين يسمعني قصصك و يحدثني عن المدن الكبيرة داخلك وعن التفاصيل الصغيرة
وآه من التفاصيل الصغيرة ،
التفاصيل التي تغتالنا حين نعيد قرائتها داخلنا ورغم ذلك تجعلنا متوهجين مسكرين نبتسم قيد اللحظة بعذوبة متناهية بينما عيوننا معلقة بمن يسكنون القلب ويقيمون في مدن الغياب
الله أيها الوقت الحلو !!
الذي يشرق علينا بشفافيته فجأة حين يريد القدر ويعلي الأناشيد المشاغبة الساحرة العذبة المتفجرة في أوبرا أرواحنا ودقة قلوبنا
حياة أعلى من النبض
تحكي لي عنك كل الوقت
فكيف أهرب من صوتك الهادر الحنون الذي يفرض علي رغائبه حبا فأقيم فروضه صلة وصلاة و عشقا .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!