لم يركَ العالمُ وأنتِ تطبخين،
تمسحين جبينكِ بظاهر كفّكِ،
وتراقبين طفلكِ ينام على حافّة السرير.
لا يعرفون آلام ظهركِ من طول الوقوف،
وسهركِ على تهجئة الحروف.
لا يعرفون الخوفَ الذي ينفجر في معدتكِ
مع كلّ اتصالٍ مفاجئ.
لا يعرفُ العالمُ كم سكينًا نامت في حنجرتكِ،
وكم خيبةً تركتها في صدركِ.
خطوطُ جلدكِ الممزّق قبل الولادة،
اكتئابُ الحيرة والوسادة.
لا يعرفون شيئًا عن عصافيركِ التي ماتت،
ولا دموعِ الفساتين التي تجاوزها جسدكِ.
لا يعرفون اصفرارَ وجهكِ بعد كلّ عادة،
نومك الطويل أيام الاجازة ،
*
هم فقط يعرفون الظاهر من جمالكِ،
ذلك الذي يتجلّى أمام المرايا
وفي لمعانِ الأعراس.
لا يعرفون أبدًا
أنكِ تبكين الآن من الاشتياق،
وأن أبوابَ العالمِ المشرّعة،
ودقائقهُ الضائعة في الملاعب والمقاهي،
لم تناولكِ يدَ حبيبكِ لبضع ثواني
وأن وجهكِ الذي لا فيلرَ عليه،
يذبلُ في مزهرياتِ البعد!
/