لم يقتلني.. فقط أرادني أقلّ
لم
يضعْ سكينَهُ في الحنجرةْ
لم يقلْ: موتي
لكنه قالَ: عيشي على المقاسِ الذي أهوى
تنفّسي بقدرِ ما لا يربكني
وامضِي
بخطى لا تسبقُ ظلِّي
لم يُرِد موتي
هو فقط
أراد أن يُفرغني من ذاتي
أن يزرعَ في رأسي مرآةً
تراني بها كما يشاء
وأسميها: «أنا»
قال: احلمي
لكن بما لا يهزّ عرشي
اكتبي
لكنْ بلا لهجةٍ تُفزعُ أبياتي
عيشي كأنكِ جئتِ من صمتي
وانتهي حيثُ أنتهي
أنا؟
أنا التي لم تُروّضني الزنازينُ
ولا كفُّك
أنا التي لم أضعْ سلاحي
حين دسستَ في قلبي علمًا
بلونك
لم يقتلني
فقط
كسرَ أغنيتي لتهدأَ الموسيقى
نزَعَ من قلبي بعضَ النار
لأضيءَ له الطريق
ثم قال: «أنتِ كاملةٌ الآن»
ولم يعلم
أنني حين أنطفئ
هو من يبتلع الظلام
لم يقتلني
لكنّه حين رآني وطناً
رغب في رايةٍ دون ريح
في أرضٍ بلا شهقة
في امرأةٍ
تفتحُ ذراعيها
لكنها لا تعانق
لم يقتلني
لكنه أرادني أقل
وأقلّ
وأقلّ
حتى كدتُ لا أكون
لكنني كنتُ
ولا زلتُ
وسأكون