١
لو أني كُنت صغيراً
صغير جداً
كقلب أمي مثلاً
لأكلت الألم طازجاً
ومضغت الحزن
ك حبة حِلوة …
_٢
مصابيح المدينة تتثاءب
مودعة آخر نوافذ الحي
لتنسج حبالِها
على أمتداد السطوح
لِتنشر غسيل
القلوب المتدلية والبالية
ينتظر صاحبها
في زاوية الزقاق
لِتَجف … ويرتديه
كثوب آناقة حتى ليلة أخرى
_٣
جزمة
الفتى المتشرد
المثقوبه
تغوص في أزقة الليل
محاولة تقليد المثل :
المتشظي بالرصاص
لا يخاف من ثقب آخر
_٤
الليل يعاني
من حكة في صدره
عطس
وتناثر حزنهِ في صدري
كالزكام
_٥
أنصتوا جيداً :
الشارع محكوم بأربعة
أرهاب ومقيد
بخمس قناني نبيذ
تجولوا في السجن كما يحلو لكم
لكن دون ان تهربوا…!
_٦
أفرطت في شرب السراب
حتى أنتفخ رأسي بمحاولة للطيران
من على شرفة الشارع
_٧
أدغدغ القمر
وألاطفهُ
ومن سكرات ضحكتهِ
تسقط النجوم كالحلوى
في أحظان
المنتظرين عند النوافذ ..
_٨
السنبلة تصرخ
من جيب الفزاعةِ
والفلاح السكير
منطرح على وجهه ،
التنور يصرخ
بكل ما لديه من رماد
يبكي على خبزة مسروقة
من مطحنة البستان
يحفر كلب الحراسة
لاهثاً بمخالبة
خوفاً من رصاصة الفلاح
ووجه الفزاعة البشع
_٩
الأرض تطمس بأقلام المُؤَرِّخيّن
والتراث ما دام طيناً
يجب أن لا نكترث جداً
للوطن !
علينا أن نحب وطن الوطن
_١٠
مُرْعِبةٌ
هي المُدُن الثورية
أَخْفِض عويلك َعن الفقراء
قد تغرز الحرية خنجرها
في خاصرتك
ويشاهدونك الأخرين تعوي ،
معتزلين
كالقطيع عن فأس الجزار ..!