لو كنتُ أريدُ ما تظنّين
ما كنتُ جئتُكِ ملتجئًا كطفلةٍ مذعورةْ
أو شخصًا فارغًا … إلّا مِنَ الصورةْ
عينايَ كليلِ أرملةٍ
وقلبي كمقهى وحْشةٍ
حديثي بغير ثرثرةٍ
وردّي بدون أسئلةٍ
ولم أكن أطلبُ منكِ أجوبةً
ولم يكن مسعايَ نحوَ الأشياء المحظورةْ
وحين جئتكِ كنتُ قد
واريتُ من الأحزانِ
ما يكفي لأكونَ مثلَ «دوستويفسكي»
فيلسوفًا سوداويًّا
أو كَـــ زنزانةٍ محطَّمةٍ مهجورةْ
وإن سُئلتُ كيف صرتَ؟!
أجبتُ: درستُ آلامي
وكيف علمتَ سرَّ الحزنِ ؟!
أجبتُ: الدهر أوحى لي
بالذي ما كانَ من أحلامي
وكنتُ أمدُّ أملًا عبرَ مجرّةِ آمالٍ
فتمدُّ سرابًا مبهرًا
و الشكُّ الهائجُ
مابين حلمي و خوفي
كان يساورني حدَّ اليقين
ما كان أغراني الطريق
لكن نادرةٌ أنتِ
كقطراتِ غيثٍ في أشدِّ أيّامِ القحطِ
وآسرةٌ أنتِ
كنفحةٍ بابليّةٍ دونما أيّ سِحرِ