ليتني أُولَد في قريةٍ جميعُ أهلها لا يُجيدون الكتابة؛
قريةٌ لا تُدرك شيئًا من تخَرُّصات الشعراء،
لا تُجيد عَدَّ الأرقام، ولا تعبأ برُوزنامةِ الأيام.
قريةٌ يسير أهلُها حفاةً،
يَصطادون أسماكَ قلوبهم،
ويعتاشون الحبَّ ارتضاعًا.
قريةٌ فيها كِلانا يُمارس العشقَ على حشائشِ الصباحِ الخضراء،
بشهادةِ كلِّ العصافير،
وبمباركة هديلِ الحمام.
قريةٌ ألقاكَ فيها دون إشاراتٍ للمرور،
قريةٌ لدخانِ سجائركَ فيها الوَقْعُ الكبير، كحادثةِ انفجارِ الكون العظيم.
قريةٌ لا تُطرَق فيها الأبواب،
مشرعةً كما عيناك لحظاتِ اللقاء.