-1-
]أنتِ معي لكنّي أقولُ لك تعالَيْ- مريد البرغوثي[
إن عدْتَ لي عدتُ إليكْ
تلمّ الزّهر عن كتفيّ
خمرتي معصورة في شفتيْكْ
وينقر طيركَ الذّهبيُّ سنبلتين من جسدي
تمسّدني بدفء يديكْ
إن عدتَ أنبُتُ من جديد غابة لتفيء فيَّ
تجعلني كونًا يفيء إليكْ
إن عدتَ لي عدتُ إليَّ امرأةً كونيّةً
يروّي كأسُها ولَهي عليكْ
إن عدتَ لي فلن أعود سوى إليّْ
-2-
لا تسلني يا صديقي
ثَمّ مشكلة تنام على يدي، ساعدي، وعلى جبيني.. في عيوني
وتحفر ما تشقّق من بقايا الجلدِ
تنذرني لأقبع في سجوني
لأنْ ثَمّ مشكلة أخرى تحدّ من التّدفُّق في جنوني
ثَمّ ما يبعد “طاغور” عنّي في غضبة الموجِ
أغلق ما تجلّى منهُ
أفتح للّظى بعض الظّنونِ
لأنْ ثَمّ مشكلة أخرى تسدّ عليّ أفق الشّمسْ
أغرق في شجوني
لا تسلني يا صديقي
هي مشكلة أبديّة معها تعود إليّ منها
كلّما أطبقت من ولهٍ على ولهٍ جفوني
-3-
عنكِ وحدي
هنا حيث أنا الآن وحدي دون شيءْ
لا شيء لي غير أنا الوحيدة وحدي مع الظلِّ وحدي
أقرأ القصيدة وحدي
لامرأة هنا
أقول لها متوسلاً كي لا أرى وحديَ وحدي
أرى وترى ما يفعل الليل بالعشق المحرّمْ
لا تسلني غير أَنَّ القلب يسألْ
غير أنّ الشّعر يسأل
غير أنّ الوقت يسأل
غير أنّ اللّيل عند الحلمِ عند الصّورة الأخرى سيسأل
أين أنت الآنَ؟
في عمق الغيابِ، في هذي التّفاصيل، في هذا المُزاح
في هذي اللّغة المراحْ
في كلّ شيءٍ غير أنّي
أكتب القصيدة وحدي
وأقرأ وحدي
هنا أقرأ لي عنك عنّي
وأغزل جبّة الصّوف لقلبيَ المشنوق وحدي
وأغرق فيَّ وحدي
في العشق المحرّم وحدي
وحدي المتيّم فيكِ وحدي
-4-
لستَ وحدكَ دون شَيْءٍ يا ابن قلبي
لستَ وحدكَ دون نور يا ابن ليلي
لستَ وحدكَ دونما امرأةٍ تغلغل فيكْ
هذا الذي ترجوه فيكَ
معكْ
لستَ وحدكَ لستَ وحدكَ
-5-
]كأنّكِ لا ليلٌ ولا لغةٌ فكيف أكتبُ دون ليلْ[
كأنْ لا شيء يشبهني هنا
ولا حتّى أنا
ولا لغتي
ولا ظلّي المكوّر في الجدار
ولا ليلي الـ “تسلّح” بي وغار في عصبي وثارْ
كأنْ لا شيء يشبهها هناكْ
حيث تقيم في وادي الرمالْ
مع كلّ عاصفةٍ تبدّل وجهها ككثبان الخريفْ
كأنْ لا شيء يشبهنا معًا
غير أنّ الصّمت يحسُن ههنا
تقفين حيثُ أقفْ
والظّلّ مختلفٌ عليكِ مؤتلفٌ عليّْ
وقامتي عرجاء
تصغُر كلّما وقف الظّلالُ إلى ظلالكْ
كأنْ كلّ ما فينا ليس لنا سواهْ
الحزنُ والخوف والقلق الرّهيبْ
والطّريق المستحيل إلى دمنا المكدّس بالنّصَبْ
-6-
معي وحيدًا أجوسُ بعتمتي
أَصْدُمُ رأسيَ الثّكلى بأفكارِ الخُواءْ
تخرجُ طينتي العفويّةُ الحرّى مغرّدةً دون فمي الصّغيرْ
بؤسي جميلٌ ناعمُ الحركاتِ مشويٌّ
بأطرافِ التّماثيلِ الّتي صَلَّتْ عليّ عند منتصفِ الطّريقْ
يدي شلّاءُ مثل صوتٍ في عزاءْ
والصّمتُ باعثُ أفعوانْ
رأسي تعذّبني وتدوسني وتدسّني في عنقها
تُسْقطُ الأوراقَ عن غصني وتتركني كسؤرةٍ من بعض ماءْ
معي وحيداً كنتُ أغرقُ في العراءْ
أيّ معنىً لم تكوني أنتِ فيهْ
إنّما صحراءُ تيهْ
تستولي على هذا الفضاءْ
-7-
أصدقائي الغرباءْ
يضيئون القصيدة نجمتينِ
يقشّرون معي الحروفَ
ويوقدون النار بين سرائري المختبئةْ
لا فرق يجمعهم سوى بعدِ النّظرْ
مرّة يكتشفونني ويفضحون دمي القتيلْ
ومرة يضّاحكون ويسخرون
ومرة يتبلّجون كنغمة معَ كلّ أمرْ
يبتكرون معناي المحاط ببعض سرّْ
دمي، عينيّ، بعضَ أصابعي، وياسمينة منزلي
ورؤيا من القمرٍ الغنائيّ الجريءْ
واستعارة وردتين من جسد تشبّع بالبلاغة
لعبة الشّكل المجازيّ البريءْ
-8-
وما ذنبُ الحياةِ تقولُ خذني
وما ذنبي أنا “عَلّي، كأنّي”
أجدّفُ في مدى روحي وحيداً
وأغرق في متاهات التّمنّي