موت الحلم العجوز/ بقلم : مها قربي ( سوريا)

في أقاليم الضباب…تنتصب أشجار الصنوبر …عارية

ومن ريش العصافير المدمى

تبني النسوربيوتها

فيفقد الحزن الحدود

وينتمي للأرصفة

وتصبح الشمس مدفأة

وكيساًللطحين

والبحر قواداًفي بزة زرقاء

فتسافر المدن الصغيرة

عبر سواحل المنفى….لتتخم بالزبد

وتسافر في دروب الحزن أغنيتي

ترفض ان تموت على ضفاف البرتقال

مثل العصافيرترقص

من رعشة الدم المسكوب

يرحل في مسامات التراب

فأنا رحيل الشمس عن وطني

احمل قنديلاًبلازيت

ملامح من أحب

أغادر ساحات انتظار الفجرمع الندى

لأبحث عن بنفسجة

وعن لون الفراش

فإذا المحيط مساحة الحلم البعيد

وللرصيف تأوه

من وطئ أقدام العراة

تقتاتهم حشرات الشارع الغربي

أفيون المداخل

مثل الدخان زفيرهم

متكوكباً….واسودادالضوء يهرب

من مداخنها المصانع

خلف أقبية المساكن ……يقبعون

في زوايا الوحل

فوق مقابر الألق العجوز

يرتمون …مشردين

في حقائبهم

زمان البؤس…….أسرار السنابل

ركام أحلام

ووجه صغيرةتبكي …..ونار تأكل السوسن.

للحزن أشرعة وأبواب

وللمنفى احتراق

وأسوارمن أسلاك شائكة

تسحقهم

ليصبحواملح المحيط

تشدهم منارات البلاد

ليحلموا بالرغيف ….ووجه فينوس الجميل

تجترهم ملصقات الحائط الوردي

اعلان الفنادق والمطاعم

عن وظائف شاغرة

بيع الجرائد …..كنس الشوارع

صنع توابيت لموتى تحت أنقاض المناجم

والرفق بالحيوان

يجتازني الصمت

ويمتصهم علق البريق

سيل المصابيح

وواجهات للدعارة

تعلن ان زجاجة الخمروامرأة جميلة

بخمسين دولار فقط

القادمون من الازقة الضيقة

من رحلة الوطن المهاجر

يحلمون بالمال

وخيال المآتة

واتساع الحلم….في مسامات الرمال.

المدن الكبيرةلا تنام

وللحلم احتضار

وأغنيتي تحط رحالها

والمتعبون من رحلة المنفى…….جياع

للنوم ……للحرب

وقتل الذاكرة

بعيداًعن ضجيج الحافلات

صافرات الانذار…….عقارب الساعة

سيارة الشرطة

جوازات الدخول الى حدود الحلم

حيث خيال المآتة صار

كمثرى. ..قنبلة

بقايامن سلاح نووي التهم الشوارع

وتفجرت كل الموانئ

والعابرون ……صاروا المراكب  تبصقها شواطئ المدن الرخامية

لتشتعل بالنفط …..أو بالملح

وتلتهب بالحزن أغنيتي

وأنا أراهم يسقطون

من فوهةالجرح العنيد

الى خلاياالأرض حيث الجماجم

من ضحايا مدائن

الاسمنت وجرا ئم القتل الرمادية.

من الرمل ينفذ الفقراء

والغرباء

يتكورون……يتكونون

في البقايامن هياكل

وفي عتمة الصبح المسافر

نحو خط الأفق

تنبت الشمس

وعند التقاءخيوطهاوزرقة البحر

يسطع الضوء

تلمع الزرقة

لتغسل الوجه المشوه للمحيط

يصبح الحلم شراعات الرحيل

عبر المسافات القريبة من دمي

والحزن قارب للنجاة

الفجر يولدممتداً في عروق الارض

من قاع المحيط

موجاً ومرساة

وطوق نجاة

وأغنية ……ووجهاً مشرقاًللعائدين

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!