لا تلوموني،
وكيف للجائع أن يُلام؟
لا تلوموني إن شتمتكم
في الصباح وفي المساء
وكلما نخرَ البردُ
ما بقي عندي من عظام،
لا يٌفزعكم نحول جسدي
فمنذُ أسابيعٍ
وأنا أحلم ُ بالطعام
صُمَّت آذانكم عن أصوات جوعي؟؟
أيا أصحاب السيادة والمقام
أنا الفقير المنكوب
أحد مخلفات حروبكم
متى يا جنرالات العالم
تُنزلون علينا
ما تُسمّونهُ
السلام؟؟
لا تلوموني،
وكيف للكافر أن يُلام؟
كفرتُ بالخطاباتِ
بالوعودِ
كفرتٌ
بما تبقى لديَّ من أحلام
لا تسخروا من تلعثُمي أمام سيادتكم
أنا حقاً
لستُ على ما يرام
فمنذُ قليلٍ
دفنتُ آخر أطفالي
أرسلته إلى ربهِ
ليشكو تُخمتكم يا أيها الظُّلام
أرسلتُه كما هو
ببردهِ
بجوعهِ
بنحولهِ
بأمراضهِ
ليقول لربه، أن العربي على هذه الأرض
العربي الفقير
وحده الذي يُضام
أنا العربي يا الله، عبدُكَ
الخائف
الجائع
المرتبك بانتمائهِ
لم يبقى عندي للأمور أيُّ زمام
أرسل إليَّ من عندك
خبزاً و رزاً و ودواءً
أرسل إليّ ما سلبتهُ الحرب مني
ثياباً وبيتاً وأطفالاً
أرسل إليَّ سريراً واسعاً
أريد أن أنام
أرسل إليَّ ولو لمرَّةٍ
موتاً هادئاً
ففي بلادنا العربيةِ
ترفٌ
أن يموت المرء بسلام.