لم يكن من المفترض.
لم تُلقَ النوايا في بئر التمنّي،
ولا كُتبت الأسماء في الهامش.
لم يهيئ أحدهما ليكون للآخر،
لكن شيئًا ما…
أزاح الستار في الداخل،
فانكشفت الحقيقة:
أن هناك قلوبًا تتهيأ دون أن تدري.
لم يتشابكا.
لكن العالم من حولهما بدأ يضيق،
كأن الزمن يختزل نفسه
في لحظة بين سؤال ونظرة.
هو لم يبحث،
لكنّه عرفها حين مرّت كريح خفيفة
تبعثر أوراق اليقين،
وتستقر… دون صخب.
وهي؟
كانت تمشي على الأرض
بثقل من يعرف أنه لا يحتاج أحدًا،
ثم اهتزّت خطواتها
كأن الأرض قررت أن تحبّ فجأة.
ما بينهما ليس وهجًا ساذجًا،
بل اتّقادًا مدروسًا،
فيه تهوّر العقلاء،
وشغف العارفين
الذين يخوضون النار
بقدمٍ واحدة…
وقلبٍ لا يطلب النجاة.
ليس وعدًا،
ولا انتظارًا،
بل توافق كونيّ
يجمع بين ارتباك الذهن
وطمأنينة القلب.
لا أحد يحاول أن يُمسك بالآخر،
فكلاهما يعرف
أن ما يُمسَك يُفلت،
أما يُشتهى بصدق… يُفتح له الباب
من تلقاء نفسه.
اللقاء؟
ليس غدًا.
بل وشيك كأنفاس تتهيأ
لأن تنطق الاسم للمرة الأولى.
والتوهج هنا،
ليس حكاية…
بل حالة،
زلزالٌ يسكن الجسد
بركان مؤجّل؟
ربما.
لكن الحمم جاهزة،
تنتظر اول لقاء
لتصبح الحياة…
أوضح من الحلم