نظرةٌ أخيرةٌ..
السقوف العتيقة ،
دوارات الهواء ،
رائحة الزمن..
البوص المتعمق في جذع النهر
الصفحة الخضراء الرتيبة
-وجه البلاد-
الأزرق بزة السماء الأنيقة
وشاح البحر
المراكب التي تتمايل في غواية البطء
الشفق نبيذ الرحيل المسكوب
كوميديا الإنسانية القبيحة
الزهور السوداء المدلاة على
جناح التوسل
و أنت الأسرع في المغادرة
نشيج البلابل و خدعة الصدى
خلف التلال البعيدة
في سهو من زورق لا يرسو
من قدر لا قدر له
من يد البدر على مقود المساء
المساء حيث كل شيء يضل
عدا الأوجاع و حدها تعرف طريق الوصول
تنزع كبدها ،
تحرق بياض الأرجواني و أرجوانية البياض
لونان متداخلان في ثوب الحب
تخلع عن جسدها النار
في شبه عبرة و رهبة
تتوحد و القيثارة
بأصابع أشعلها البرد
تعزف اللحن الأخير
-لا أحد أحاط بسر البجعة –
تلويحة أخيرة ،
إيماءة وداع لهذا العالم الشاحب
الوغد بجدارة
ثم تستقبل بوجهها البحر
بانتظار قبلة من موجة ثائرة
و موتة تخطف الأنفاس.
