تُرى من ذهبَ؟
تُرى من جاءَ؟
تُرى ماذا يطوفُ في الأرجاءِ؟
تُرى من يعي لغةَ الماءِ؟
تُرى من يسألُ عن صفَقِ القولِ بين نشراتِ الأنباءِ؟
جاءَ في الخبرِ عندَ جُهينَةَ
تُرى جهينة لديه إجاباتٍ لحكايا الصَّمتِ؟
هل يدركُ ما بين الَّلاء واللاء؟
لأعُدَّ الأمرَ مزحَةً يتداولُها رواةُ السَّردِ بين الفَينةِ والأخرى
أو لعلَّه وجيبُ زوبعَةٍ لقارئةٍ تظُّنُّ الفنجانَ لعبةً يمتهنُها صبيانُ الحيِّ بين أزِّقتِها العرجاءَ.!
قالَ الأسلافُ
لا تزرعْ شجرَ الصَّفصافِ
زُرِعَتِ الفتنةُ حتى أينعَ قطافُها
طاولَ لبلابُها أكتافَ المرايا
تَسدُرُ غيَّ اللغةِ الخرساءَ
الأسماءُ المشبَّهةُ بالفعلِ أكذوبَةُ النُّحّاةِ
الفعلُ بريءٌ من وِزرِ الأسماءِ
تُرى هل كلُّ ما فاتَ ماتَ؟
هل كلُّ مُرتقبٍ آتٍ؟
في لغةِ الأضدادِ ثمَّةَ قاعدةٍ لا أدرِكُ كَنْهها
التقاءُ السّاكنينِ على خصرِ الشَّدَّة ِ
شبيهٌ بكسرِ السّاقِ بالسّاقِ
ولعلَّ هذا ما يُفسِّرُ سِّرَّ النقطةِ فوق النُّونِ
او تحت الباءِ..!
تُرى
من يمنعُ الملحَ أن ينموَ؟
يتطاولُ على أحراشِ الحاجبِ؟
سباخٌ يأكلُ بعضَهُ
يتقيَّأُ تخمةَ تأريخٍ لعبتْ برأسهِ سلالاتٌ سوداءُ
بدعوى مجدٍ كاذبٍ
بين الغاربِ والقاربِ
مجاديفٌ لا تتقنُ فنَّ الَّلطمِ على وجهِ الماءِ
لا تدركُ كنهَ الفعلِ
من لقلقةِ القولِ الضّاربِ
تظنُّ المفاعيلَ كراريسَ يُطافُ بها
بين رواقِ المماليك وجفنِ سيفِ الحاجبِ
التائبُ ليس بالضرورةِ العائدُ للرَّبِّ
من لايدركُ هو التائِبُ…!
تُرى هل للتيهِ الخبولِ أن يفكَّ إزارَهُ دفعةً واحدةً
ينكشُ شَعرَ الضَّياعِ،يمشِّطُ بفمٍ أدردٍ أفواهَ الطرقاتِ
هل له ان يحاكي صمتِ الخفايا،يغسلُ يديه بهوَّةِ الفراغِ
يؤسِّسُ منعطفاً لأخرِ الوجيبِ،يأكلُ ثريدَ الأحاديثَ بأصابعَ من خزفِ التشدُّقاتِ.
هنا وعلى ذِمَّةِ”نلتُ وِداً” أتركُ للتيهِ ذاكَ السكونِ وإن كنتُ لا أعتدُّ به وإن كلَّفني الحديثُ أربعَ مدودٍ هاوياتٍ..!