هاقد أتيت/بقلم:يحيى عزالدين

أيَّ مرمى نفايات سنلقي بمشاعرنا

هاقد أتيت؛
عدت إليك؛
التقينا كالعادة،
ماذا كنت ستخبرني به عن تبريرات غيابك؟!
عن سبب جفائك؟!
عن انطفاء مشاعرك؟!

بم ستعتذر؟!
آعن عتمة مشاعري،
ام عن اغوار جراحاتي التي سببتها لي بغيابك؟!

بم ستحدثني الآن؟!
ومن أين نبدأ بالحديث؟!
وكيف نبدأ؟!
وإلى أين سينتهي ؟!

ماهي أخر محطة نضع فيها مشاعرنا،؟!
وأي مرمى نفايات نلقي بها؟!
هل في مرمى الأمس
ام اليوم
ام الغد.؟!

اي الطرق سنسلك؟!
كل الطرق اصبحت مضنية، صعبة العبور،
ضبابية الوجهة،
من الصعب تحديد وجهتنا،
كل شيء باهت،
كل شيء متشابه،
فما الجديد.؟!!
كل المصابيح منطفئة،
وكل القناديل لاتعمل،
وإن عملت سيكون اسوأ؛
لأنها تضيء بألوان رمادية، وبوشاح اسود،
وفضاء بارد،
ورياح عاتية ثلجية؛
بلا دفء.
كنت ملاذي، ودفئي حين تهب تلك الرياح،

أخبرني: ماذا ستخبرني؟!!

حسنًا، استمعت إليك كثيرًا فيما مضى؛
ولكن اسمح لي أن أدير أخر حديث بيننا،
في غيابك : تكالبت علي ضواري الأحزان،
هجمت علي من كل حدب وصوب،
وحين حاولت دفعها بكلتي حرماني وحنيني، تشبثت في وجع السنين بمخالبها،
فأنكأت جراح الماضي التي لم تبرأ من شفاء الذكريات الموجعة.

عشمت قلبي بحضورك على فجأة؛ لكنك لم تحضر،
فعدت استجمع قواي،
وأخذت ادافع تلك الضواري، والأحزان بكل ما أوتيت من قوة؛ لكن كثرتها غلبتني
-رغم شجاعتي-.
وحين لم أجدك؛ افترست نياط القلب بأنياب حادة؛
تشبه الرماح التي انطلقت من اوتار غيابك وهجرانك،
وامتطت نبرات تيهي،
وغفلتي.

وحين نهشت تلك الضواري كل خلية من خلايا أفكاري، وكل نواة من نويات أنيني ومشاعري، عدت لتطلب مني ألتقيك لنتحدث.
كيف سنلتقي، وتحدثني وتخبرني بسبب هجرانك لي وقد تركت بقية مافيَّ لهوام الأرض؛ تتغذى على ماابقت تلك الضواري من بنيات أفكاري،
وذبذبات ذلك القلب الدامي جراء الحب والاشتياق والوله؛ الذي منحتك إياه،
فكان نفوقها سببت لي تبلدا في المشاعر،
وبرودا في الأحاسيس،
ثم ترك ماتناثر من تلك الضواري خشاشا لديدان وطفيليات أرض قاحلة؛
لا ماء فيها ولا مرعى سوى بقايا نيران تضطرم حول أوردتي؛
لتحيلها نارًا تلظى.
ثم تأتي أنت في نهاية المطاف لتقول لي نلتقي،
ونتحدث،
لا؛ لا . لم يعد هناك حديث،
لم يعد هناك لقاء.
انتهى كل شيء،
لا لقاء..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!