هبة ريح/ بقلم: وليد المسعودي (العراق – بغداد)

صور الشهداء

تملأ الشوارع

هبة ريح

رفعتها الى السماء

مرة ثانية

لتسقطها … اين ؟

في ساحات دورهم

في غرفهم الصغيرة

التي بقيت على حالها

سقوف رطبة ،

جدران مشققة

يخرج منها الوزغ

بين حين وآخر ،

مراوح صدئة ،

وعيون اطفال جوعى ،

وقلوب وحيدة

تدق باب الانتظار

لذكرى جميلة ،

لاحتضان وقبلة

في الاحلام

هبة ريح

الشجرة المليئة بالثمار

تسقطها قذيفة

لا عزاء لموت برتقالة

او تمرة جنوبية .

تسقط الثمار

وباقية هي الحرب تدور

بين جناحين

تخدعهما الرياح

تعال الى الشمال

تعال الى الجنوب

وفي كل ذهاب سقوط

اين المفر ؟

لا تستطيع حمامة العراق

ان تحط على ارضها

طائرة تظل

يا ليت اكتافي تطول تطول

فتغدو على شكل شجرة

تلم جميع الطيور

ولا هبة ريح

تستطيع طردها

من العش الصغير

هبة ريح .. آه

لولا الجوع

ما ذهبت الى الحرب

نذورا وأمنيات

فاطمة مريضة

وعباس يذهب الى المدرسة

بقميص واحد طيلة عام

ماذا تعطي البطالة

لرجل ثلاثيني ؟

سوى الظلال الموحشة ،

الف شارع

خال من الاضواء ،

تمشي الروح فيه قبل الجسد

الف اغنية سيئة عن الحرب

تراب الوطن

اغلى من بيتك الآيل للسقوط

هواء الوطن

كالسوسن الولهان

انقى كثيرا من

هواء زقاقك المليء

برائحة الماعز

نساء الوطن

خزينة الذهب المصفى

ارفع شرفا

من بقايا نسوة الحي

العاملات من الصباح الى المساء

في معامل الطابوق .

هكذا تذهب الى الحرب

جميع الورود

وفي هبة ريح

تضيع جميع العطور

ولا يبقى سوى القائد

يحتل الوطن

في وجوه وعيون

تحرس الاضواء والأهواء

ولا تنام

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!