لصحيفة آفاق حرة
______________
قلت لها:
أنثر ورد السماء لعصافير الأرض
وأعلو
أرتقي فوق غيم عينيك
وأفتح لمطرها درب الشوق والأمنيات
كأني صفحة ماء بيضاء
تموج بحملها
وقلبي مبتلّ بالأغنيات
خمسون تمرُ وفوقها فراشات سبع
وأنا نخل يقف خلف سور العطش ينادي
ونهر قلبك يشقّ نهري
بغابة من الحنّاء
ثوب كنعانيّة رقصت بين اللاءات
ترابك عطر يغسّلني بماءٍ يرتجف كلما ناديتك يا حياتي ..
أنثرني فوق جديلتك الذاهبة في الدهشة
الغارقة بعسل جبل التوباد
وأختبئ خلف ضحكة نورس يشرب حليب الصباح
وينتظر الأتي ..
قالت لي:
لأنك كلي
سألملم ما تساقط منك ومني
من صمغ الشوق أذوبّه
وأنقشه وشماً رابضاً على كتف ريح مغناجٍ تغني
تسيحُ وتفوح عطراً يُنعش موعد اللقاء في الحقل المطمئن
لأجلك ..
سأوقد أصابع السماء
كي تهتدي إليك النجوم
يُكمل القمر دورته
وبين يديك أنا أكتمل.
وأقول:
دانت لك الحياة سيدي ..لم أنت واجم ؟!
قالت لي:
لأنك كلي
سأرتق قميصك المقدود
وأبيعه ذهباً بيع مزاد في تجنّي
سأرمم عمود ظهرك
أرشه بغيث هطيلٍ من رحيم اللمسات
أقتلعُ منه فسائل ألمٍ وأغرسها بظهري
أدعها تنمو
تقصمه
تقضمه
تنثره
تلملمه
علّها تغفل عنك وعني
وأقول:
هاءت لك الحياة سيّدي ..فلم التجهم ؟!
قالت لي:
لأنك كلي
سأحفر للروح سواقي
تشق عبابها أحلام تترنم
تتنفس أجراسها
وتعيد نظم ألحان شغفك
وأقول ..
هشّت لك الحياة ناصر ..ابتسم !!
هكذا قلت وقالت لي تلك الأمازيغية