شقًت مدافئي ثوبها من قُبل
وصاحت بشتاءاتك السرمدية: هيت لك
منَي الجمر ومنك نطف الخصب
وأنا في ذروة وهج النشوة
أفرك عقيق مسبحة الذكريات
مسبَحة لآلهة القول وهي تسري
وتعرج بين شفتيك
أيا أنت المحال في صحيفة مرجان البحار
قل لحطبك البلل: ما في موقدي غير الرَماد
شتاء آخر وبعض غيمات منتحبة
وآهات* أميمة الخليل *
ستصنع لنا وطنا لا يكفَر في ملله
الأعشاق والقبل وغزل الرَيح بالشرفات
لا ينطع رؤوس الحروف الثائرة
ويمنٌ على الحفاة بصكوك الغفران
تعال أيها المغرَد في أحضان تقاسيمي الغجريَة
نقيم مأدبة للفصول جمعا
نسرق تلاوينها وشذى عبورها
وندسٌ في جيوب زمن الجليد والموت
برد وغيم شتاء يكشف عورة التاريخ
نقيم سيركا للحواة واللاعبين على حبال الأحلام
فقد يعرف حزننا عرسا ويبتدع عيدا
تعال إلى شبقي الموروث
من عصور الخدورو الحريم
وسجدات شهداء قلعة الموت
فالشتاء فصل عابر
وأنت شعاع مجدول من شمس
يذيب صقيع
كلَ الأزمنة وكل الفصول