هَبْني .. فراقاً آخرَ
لا يغسِلُ دبقَ وحدتهِ
حديثٌ موجع.
حيثُ .. تُطوى الصفحةُ
دونَ أن تتمزّقَ العباراتُ
و لا يعودُ البابُ
مرجِعاً لكلِّ الطرق.
هَبْني مسرحاً
يعجزُ فيهِ الممثِّلُ القديدُ
عنْ أداءِ أدوارهِ
أمامَ لحمهِ النيئ.
هَبْني وقتاً
لا تُنكِرُ فيهِ الوردةُ, عطرها
لتتعالى عن الأسوار.
حيثُ القامةُ :
أعلى من الحديقةِ
و اليدُ :
عصفورةٌ تقْطِفُ الغيمَ.
هَبْني فراقاً
لا تقدّمهُ المدائِحُ
و لا تغلقهُ الهجاءاتُ
لا ترتّقهُ الأعذارُ
و لا تنقِذُ حزنَهُ الذّكرى.
فراقٌ واضحٌ
كسوادِ الخيباتِ
و بياضِ النسيان.