آن للتاريخ أن ينحتَ وجهكِ الإغريقي يا”أثينا”…
فوق الرخام القمحي وعلى لوحةٍ زيتية…
لا تبكي وحدكِ يا أمي…
الهواء يجرَح أنفاسك…
ليتني أضُمّ قدميكِ الموحلة بالأسى…
وأعدّ كم خطاً استوائيا فيهُما يحرِّك أوتار الكون…
حينَما تطوي الرِّياح السوداء حبَّات المطر …
أرى أصابعكِ شاردة كالحمائم في سُرَّتي الهاربة من العتمة…
أضواء القُرى البعيدة تُطيل مسافات الوحدة بين أنفاسنا…
ومرايا التلال تدمج الأخضر بالبُني يا أمي…
هكذا الإحتراق والولادة في آن…
والأغصان المرتجفة تمتدّ على مدى اتساع الهواء…
الهواء لا يشيخ والمجهول طير حُرّ…
الغيب لا يتشرَّد والوقت مُثقل بالفناء…
غموض وغموض عريق في شفتيّ…
والوجع إله..
انعكاس وجه البحر الغائم في السماء…
سيُشكل خصَل بيضاء داخل شعركِ مع مرورِ العذاب…
أشتاقكِ حدَّ التعب…
أشتاقكِ وأنتِ عارية أمام الله برائحةِ الحليب والزعفران…
كُلَّما ارتويت من بئرِ الحياة،ذكرتك…
ونبتَ فوق شفتيّ عُشب أشقر وضباب مُنهَك…
شهيٌّ لحمي الرطِب بعدَ قُبلاتكِ الموجعة…
وعيناي كغيمتين من ماء تدوران مع الرِّياح…
كُلَّما شدَدت ذراعكِ الخفيفة نحو صدري…
آهٍ يا أمي…
ليس بعد الحسرةِ سوى الصمت…
وليس بعد الصمتِ سوى صلوات للموت…
صلوات للموت…