لقد صار بوسع الحزن أن يقتل
ولم يعد بمقدور الكلمات أن تطير
مذ زمنٍ تكسرتْ أجنحةُ اللغة
وتضخم جسد التاريخ
صار الماضي ثقيلاً
حد تقوَّس ظهر الحاضر.
مسكينةٌ بلدي
كل يومٍ
تكبر فيها مخلب التاريخ
وتنغرس في عينيَّ المستقبل
ويسيل دم الحاضر
يسيل حتى يضيق نظر اليوم وتتسع حدقات الأمس.
وكلما تضاعف حجم الليل
خفتت أشعة الصباح.
لقد تبدل لون صباحاتنا
تساقطت أوراق أغانينا
أجدبت الأحلام
وأزهر اليأس في مخيلة اللحظات.
وها نحن نكبر
مثل الدموع
نتدحرج إلى الضياعْ
نهرول كخيولٍ
نالتِ السهام من قوادمها
لحظة نزولها من أعلى التل.
وها نحن نهرول
كما يهرول فارسٌ جريحٌ
مثخن بالبلاد
في نهاية معركة.
فهل سننجو؟
ردي أيتها الأسماع الصلبة
أجب أيها المدفع الكسول
تحدث أيها القمر الأبكم!!
إذن
اتسعي أيتها المقابر الشمطاء
وحدك الآن سيدة الجهات؟