آفىق حرة
تحولت مقاطع الفيديو الملتقطة للنساء والفتيات أثناء رقصهن ومشاركتهن أقاربهن حفلات الزفاف إلى قنبلة موقوتة أفزعتهن وأثارت رعبهن، بعدما تداولت إحدى الصفحات الفايسبوكية مقاطع فيديو تظهر فتيات ونساء رفقة أطفالهن وهن يرقصن في أعراس عائلية، وأمام هذه الفضيحة قرر بعض المقبلين على الزفاف منع استعمال الهواتف النقالة في القاعات فيما حظرت عائلات الرقص على بناتها وألزمتهن بالحجاب.
صدمة حقيقية سادت متصفحي موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” وزلزال هز العائلات الجزائرية بعدما قامت إحدى الصفحات وتسمى “عين توتة” بنشر مقاطع فيديو مأخوذة من حفلات أعراس عائلية، وتظهر فيها النساء وهن منهمكات بالرقص أو التقاط صور سلفي أو حتى الجالسات على الطاولات يتابعن الزفاف وتصديرة العروسة، وتوعد أصحاب هذه الصفحة بنشر أزيد من 600 فيديو أعراس من مختلف الولايات.
وتعمد ناشروها عدم إخفاء وجوه الفتيات أثناء رقصهن وهو ما أدى لغضب المعلقين الذين طالبوا بحذفها وستر فتيات كن على طبيعتهن في فرح نسائي، محذرين من العواقب الوخيمة لنشر مثل هذه الصور والذي سيجعل الفتيات منبوذات اجتماعيا وقد يؤدي إلى عزوف الخطاب عنها ما يرفع نسبة العنوسة، فضلا عن العنف الذي سيتعرضن له من قبل أهاليهن هذا بالنسبة إلى غير المتزوجات. أما السيدات المتزوجات فسيكن عرضة للطلاق، مجمعين على أن هذا السلوك غير مقبول وليس جيدا لأنه يفضح من سترهن المولى عز وجل.
ولأن الأمر أثار حالة استنفار في المجتمع، اتصلنا بصاحب قاعة أعراس ببرج الكيفان، أكد لنا أن قرار منع التصوير سواء بالكاميرات أو الهواتف النقالة يرجع لأصحاب العرس فهم من يحددون ذلك، وهم من ينظمون الأمور الداخلية للحفلة فأعوان الأمن يبقون في الخارج ليراقبوا القاعة ويمنع عليهم دخولها، ويكون أصحاب العرس فقط المسؤولين عنها وعما يحدث في عرسهم.
هذا، وكانت العائلات قد عانت خلال الأعوام الماضية من تسريبات فيديوهات وصور من أعراسهم وهو ما دفع البعض منهم لكتابة ملاحظة يمنع التصوير بالهاتف النقال على بطاقات الدعوة، فيما راح آخرون يعلقون ورقة تحمل العبارة السابقة عند مدخل القاعة المخصصة للنساء، ومن بين الطرق أيضا التي لجؤوا إليها وضع بطاقة على كل طاولة عليها عبارة يمنع منعا باتا تصوير العروس أو السيدات.
وأدت هذه الفضائح المتكررة على مواقع التواصل الاجتماعي ببعض السيدات لرفع تدابير الحيطة والحذر من خلال الالتزام بارتداء الحجاب والخمار في العرس، أو اقتناء فساتين الأعراس التركية التي تباع بأكمام طويلة ويرافقها خمار رأس بنفس اللون ونفس تفاصيل الفستان، والامتناع تماما عن الرقص حتى لا تقع صورهن في أيدي من يهوون إثارة الفضائح أو الراغبين في الانتقام وتصفية الحسابات. وبعد ساعات من انتشار الفيديو قام الفايسبوكيون على إطلاق حملة للتبليغ عن هذه الصفحة لحضرها من طرف إدارة “الفايسبوك”، كما دعوا المتضررات للتقرب من مصالح الأمن والتبليغ حتى يعاقب المجرمون إلكترونيا.
المصدر موقع :http://algerianp.com