غالبا ما يتعلق البعض منا سريعا بالأشخاص، قد يكون ذلك من الوهلة الأولى أو بمرور بعضا من الوقت.
نجد معظم هؤلاء الذين يميلون إلى التعلق بالآخرين يعيشون الفراغ في أغلب أوقاتهم، فحياتهم تكاد تكون شبه خالية من الأهداف، وهذا بدوره ممكن أن يؤدي إلى حالات من الإكتئاب، التي قد لا يحمد عقباها إن تطورت مستقبلا.
ومع مرور الوقت، يصبح هؤلاء الأشخاص “مدمنين” على الإرتباط بالآخرين “أو الأشياء والأماكن”، ما يجلب لهم البؤس لاحقا.
لاحظ عزيزي القارئ، إن شاهدت مثلا منظرا جميلا لغروب الشمس، إستمتع به، وإجلب السعادة التي تبتغيها لنفسك، وأخبر نفسك أن هذا المنظر سيزول في بضع دقائق، فهو شيء مؤقت لا يمكن أن تتعلق به.
إن الحكيم يستمتع بكل شيء، لكن لا يجعل الأشياء مسيطرة على شخصيته وكيانه وتفكيره، ويكون هو المتحكم بها لا متحكمة فيه، وهنا تكمن النشوة.
ختاما، نحن “نتعلق” بالأشخاص لملئ المساحة الخالية من وقتنا وتفكيرنا فنتعلق بأي شخص وبدون أي سبب. و”نحب” الأشخاص لروحهم وشخصياتهم وأخلاقهم وجمالهم فهم مميزون في عالمنا الداخلي.