.آفاق حرة للثقافة
كتب : احمد محمود دحبور
وهذه قصيدة من قصائدها النثرية بعنوان : ( أخفض صهيلك)
أخفض صهيلك
أريد أن أكحل الليل،
و أسرح شعره الطويل..
أريد أن أمخر عباب المحال،
و أصطاد الدهشة..
أريد أن أعيد ورقة التوت،
إلى سوءة القبح..
أريد أن أصافح الظلم،
عله يتصالح مع نفسه..
يا حب،
أخفض صهيلك،
لدي الكثير لأفعله الليلة،
غير إحصاء النبيذ،
المتساقط من شفتيك !!
أريد أن أتوسل إلى البغض،
ليرتدي الأبيض..
و إلى المرض،
ليتسرول الشفاء،
بل و يوزعه على البشر..
أريد أن أخلو بالحرب،
و أتصارع معه..
و على حين غفلة،
أسلبه السلام..
و أعود و أشعر بالفرح..
إنه فرح له مذاق متفرد،
لم أشعر به،
حتى عندما حلقنا،
بطقوس المرة الأولى..
لذلك أخفض وتيرة صهيلك،
أريد أن أمضي قدما..
قرائتي في نص (خفض وتيرة صهيلك) للشاعرة الفلسطينية بنت صيدا فاتن شيمي
لن يخطئ من لا يعد ان الحب هو الثيمة الرئيسة لهذا النص النثري للشاعرة الفلسطينية فاتن شيمي ، غير ان شاعرتنا هنا مشبعة بالانسانية وتعاند الحبيب في مروادته لها وهي تنشد السلام وتقاوم الحرب والظلم وتأجل نداء الحبيب حتى تهدأ الحرب وتعده ان تسمو به وبحبه الى سدرة المنتهى وهنا أيضا تعود اللحظة لتكون أفقا دلاليا ومكانيا وزمانيا من خلال تجربة المشهدية والتصويرية الذهنية وتوجيه مخيال الذات الشاعرة نحو ضوء المعنى وسر الكلام والاحساس المرهف والقلب المتجمر والمتقد بالحب والروح المحلقة بسماءات الحب فتدخل الشاعرة بفعل الامر وهي تخاطب المحبوب عبر حركة وصوت بين الهدوء والصخب وترتب المكان وتكحل الليل وتمشط شعره الطويل باستعاراتها وجمال مجازاتها وصورها وكناياتها تمخر عباب المستحيل وتصطاد الدهشة وتعيد ورقة التوت الى سوءة القبح هنا نرى الشيمي محمومة وهي تعد العدة لفعل الليلة عبر مشهدية غارقة بالحركة والايقاع وصهد الاشواق التي تتوعد فيها الحبيب فالانا المسيطرة عبر منظومة فاتن الشعرية لا تفارقها في معظم قصائدها موزعة بين الجسد والروح والقلب. انها المستبدة والحبيب لا محال مستسلم لهذا الجنون بعد ان تضع الحرب أوزارها وهذه المصيدة تستدرجه بلغتها وايحائاتها الناعمة وطبعا الانثى لا تركن الى الدعة والهدوء الا اذا احست بالامان والسكينة وواضح ان الذات الشاعرة هنا في راحة وثقة تامتين وكما قالت (سوزان برنار )قصيدة النثر تأتي مجانية وتقول كل الأشياء دون ان توضح ذلك لاحد وتعتمد قصيدة النثر على اللمحة وتكثيف اللحظة وعلى لمعان بريقها وتوهج معانيها وهنا شاعرتنا تخوض حربها وهي ضامنة النصر بالفرح وكما كل قصائد النثر تسير قدما فقصيدة (اخفض وتيرة صهلك) تسير الى الامام بصور لا تخطيها العين كنبع متدفق تمخر فاتن في شراع بوحها وتلون قصيدتها باللون الابيض والوان قزح مثرية مشهديتها البصرية بلوحات من الجمال والحركة والصوت بحيث تجعل الاشياء هي التي ترصد ملامح المشهد الشاعري، فجاء البوح عفويا طبيعا غير متكلف، حيث تدخل الشاعرة قلب القارئ بلا كلفة، فتجلس معه وتبوح اليه بكل راحة وهدوء…
*****************
فاتن أحمد شيمي
فلسطينية مواليد لبنان/ صيدا سنة 1979
مجازة شريعة من جامعة بيروت الإسلامية
درست الأدب العربي في الجامعة اللبنانية الفرع الخامس( صيدا)
معلمة لغة عربية منذ 10 سنوات
وقعت ديوان إليك أكتب في معرض بيروت الدولي للكتاب / عن دار الفارابي..
كتابها الثاني قيد الطبع..
عضوة في العديد من المنتديات..
شاركت في العديد من النشاطات الثقافية..
لديها قصيدة مغناة بصوت الفنانة هناء شرانق، تحت عنوان( ماذا لو) ..