رؤية : نوار الشاطر
العرض المسرحي : آخر ليلة …أول يوم
أداء : عهد ديب ، رائد مشرف
تأليـف : جوان جان
إخراج: رائد مشرف
العنوان :
عبارة توحي بمرحلة انتقالية ، نهاية وبداية ، انتهاء وانطلاق ، و مفتاح لفهم المسرحية ، وأن ما بين آخر ليلة وأول يوم يكمن صراع الاستمرارية .
النص المسرحي :
في هذا العمل المسرحي يقدم لنا الكاتب جوان جان نصاً اجتماعياً باللهجة العامية ، يحاكي الواقع الاجتماعي في العلاقات الزوجية ،
ومصير الحب بعد الزواج ، حيث تدور أحداث المسرحية حول زوجين يحتفلان بعيد زواجهما الخامس ، لتبدأ المواجهة بينهما بعبارات واقعية جداً خالية من التكلف، واستعمال للأمثال الشعبية التي تجري على ألسنة الناس يومياً، بحيث يشعر المشاهد أنه أمام مشهد حقيقي وليس مشهداً تمثيلياً على خشبة المسرح ، وذلك أيضاً لبراعة الممثلين رائد وعهد في الأداء .
في آخر ليلة للزوجين في احتفالية كلها عتب و شجار و وخذلان و اتفاق على الطلاق في اليوم التالي .
تصرح الزوجة عن خيبة أملها في هذا الزواج حيث أنها كاتبة تطمح للشهرة عن طريق كتابة المسلسلات التلفزيونية ، وترى أن الحياة الزوجية التي تعيشها لم تكن على مستوى حلمها لا من حيث المشاعر ولا من حيث المستوى المادي ، وأن استمراريتها في هذه العلاقة سيقتل طموحها .
بينما يشعر الزوج أنه غريب وثانوي في هذه العلاقة ، ولم يعد له اعتبار في قلب زوجته ، بينما في قرارة نفسه يجد أنه قدم كل ما يستطيع لإنجاح هذه العلاقة .
اللافت في هذا النص أن الكاتب جوان جان لا يقدم حلاً لأزمة علاقة ، بل يطرح أزمة العلاقات الزوجية المعقدة بكل وضوح وشفافية ، ويكشف أن العلاقات لا تنهار فجأة ، إنما التراكمات النفسية في داخل الطرفين ، تقود بالنهاية إلى كشف مدى هشاشة العلاقة ، وأن الحب وحده ليس كافياً لبناء علاقة زوجية سعيدة ولا لضمان استمراريتها .
براعة الكاتب تكمن في استخدامه لحوار رشيق ، بسيط ، عميق ، واقعي ، غير مباشر ، وغير متكلف .
كما أنه وضعنا أمام نهاية تحتمل التأويل و تثير تساؤل المشاهد ، فالزوجان كانا عزمين على الطلاق في نهار اليوم التالي ، لكن في أخر مشهد نراهما يحتفلان بعيد زواجهما السادس ، مما يضع المشاهد في عدة احتمالات منها أن الحب لا يموت بهذه السهولة ، وأن كل هذا الشجار مجرد تفريغ للمشاعر السلبية .
الإخراج :
تولى الفنان رائد مشرف إخراج العمل ، جاء الإخراج متناغماً مع روح النص ، اعتمد على بساطة المظهر الفني ، والتركيز على أداء الممثلين .
اختيار رائد تجسيده شخصية الزوج كان اختياراً رائعاً أغنى العرض وأضاف له الكثير ، بجانب الممثلة عهد ديب التي أدت الدور بكل براعة ، حيث كان العرض نابضاً بالحياة ، بعيداً عن التصنع والتكلف .
وختاماً ، يمكن القول أن هذا العرض المسرحي يمثل مرآة للعلاقات الاجتماعية الزوجية ، ودعوة لاعادة النظر فيها .
يذكر أن هذا العرض المسرحي هو أول عرض مسرحي حكومي من انتاج المسرح القومي بعد تحرير سورية من النظام البائد ، والعرض تم على مسرح الحمراء بدمشق، وإنتاج المديرية العامة للمسارح والموسيقا في وزارة الثقافة .