مال شعراء المعاصرة الى الانزياح عن اللغة المعيارية، وجنحوا نحو شاعرية اللفظ وخلق مساحات تأويلية في النص الشعري، وقد احتذوا اثر رائد الشعر الحديث السياب في ذلك:
الشمس اجمل في بلادي من سواها
اذ يحلينا تفكيك لفظ (اجمل) الى مساحات تأويلية اكثر تجعل ايقونة الجمال وصفا ليس معياريا.
واما نص الشاعرة Shadya Hamed فانه يميل الى استقصاء تلك المساحات النصية ، وخلق صور تلامس مخيال المتلقي وتدفعه الى التاويل :
هذه الارض المقرونة بالدوار
تلف عشقا حول اقدامي
ان صورة الارض المقرونة بالدوار صورة حقيقة علمية يتوخاها العقل في الخيال من دون ابصارها ومن هتا تقع لعبة تشعير اللفظ .، فالصورة عمادها البصر واقر النقد بان التشبيه خالق الصورة .، وفي ذلك الماح للبصر من جهة والخيال من جهة اخرى.
وتتمنتج صورة الارض في لقطات مشهدية متتابعة تلج الذات الى وسطها وتغدو مخملية الشعور فدوران الارض وتتابع حركته ولد مشهد التفات العشق حول الاقدام في استدعاء دلالة القيد المرغوب والماح الى ينوعة الحياة بالحب.
ولكن صدمة الذات بالعشق لم تجعلها تغادر مخملية الاحساس به :
دوامة من زهر اللوز الناصع
زوبعة انوار نتلولب نحو سبع طبقات
والسدرة العصماء ترقب مذهولة
اذ تنتج حركية الصورة الالتفافيةزهرا وانوارا تحيط بالذات في لحظة نشوة مخملية من اقدامها الى عنان السماء.
وتظل الذات تراقب المشهد بذهول وانبهار يقعان بين الصدمة المفاجاة والرغبة العارمة.
وكل حركة صورية تجد صداها في الذات وتخلق بعدا واحساسا يثير الذهول:
كيف لي ان افتح عيني في كل مرة
لاجدني دون انا
وبعد كل مشهد تتكامل منتجة الصورة في المخيال وتتلذذ الذات باحساها فتراقب التحول من من انا الى اخرى اكثر تماهيا بالذات.
ولم تكن الذات في تماهيها ناكصة عن وجوديتها:
القدم تعشق السماء
الراس على خيط النور معلقة
والارض من تحتي تحتفي بالدوائر
ان رفعة الراس كناية عن سمو الذات على الرغم من التحولات التي طرات على الانا وان كانت القدم ترغب الارتفاع بماهية العشق ويدخل مشهد الجسد المتشظي في منتجة صورته عبر دوائر حركة الارض ويشير الى مخملية الشعور فحركة الارض ومحاولة الاقدام مغادرتها ونصاحة الفكر وملامسة الراس لخيط النور جعل الصورة تكرر نفسها في احالة على تحولات الانا الكثيرة التي لاتتبدل احاسيسها.