صورة تذكارية قبل المعراج الأخير للشاعر عبدالفتاح اسماعيل الخضر

بقلم:الناقد والقاص غمدان المريسي

حين تتشكل الصورة
بجدرانها المطفية..
تنبعث خلفية مخملية اللون
ويدان فيهما
حنو فياض
الأولى…
على كتف صغيرهُ الأيمن

الثانية…تنسدل بشعر صغيرته المنسل…
ووجه امرأة
تثير فيك الرجاء
على جانبه الأيمن نائمةً
عيونهم تشاهد
بريق الله هناك
حتى ملابسهم
ليست من نسجنا البشري
كأنَّها انعكاسات السماء
حلت فيهم
البيوت الآمنة
كسكون صورة الذكرى
المقدسة بالحب والحياة
فهو الموت..
وتلك الأشلاء البريئة
طريق لأحلام
الكهنوت السفيهة
تعبر عبر خبزنا
وصوراً تذكارية
يتطاير المخمل
كورقة ممزقة
من خلفيتها….
وذات الوجه الأنثوي
الأبدي بالجمال
غابت عن التذكار
وانفرطت يدان
من على الصغيرين
صعد من في الصورة
ذاك المساء…
لمعراجهم الأخير
وبقيت الصورة
تلعن المسعَّرين جميعاً
عدد صلواتهم
أو قهقهة مسابحهم
هو صامت عما يدور
ربما محايد
لكن لا أدري
هل أصبح لاجئاً؟!

عبدالفتاح إسماعيل الخضر

#تحليل وقراءةنقديةبقلمي:
غمدان المريسي

لقصيدة “صورة تذكارية قبل المعراج الأخير” للشاعر والقاص اليمني عبد الفتاح الخضر تنقل تجربة شعورية معقدة ومكثفة من خلال الصورة الشعرية. لنقدم تحليلاً نقدياً لهذا النص:

# التحليل الأدبي والنقدي

# العنوان:
– **”صورة تذكارية قبل المعراج الأخير”**: العنوان يوحي بأن الصورة الموصوفة في القصيدة تحمل قيمة تاريخية أو رمزية كبرى، وكأنها اللحظة الأخيرة قبل حدث مهيب.

# الصور البلاغية:
– **”بجدرانها المطفية”**: تعبير يوحي بالبهتان والانطفاء، وكأن الجدران فاقدة للحياة.
– **”تنبعث خلفية مخملية اللون”**: المخمل يرمز إلى الفخامة والرقة، ويعطي بعداً ناعماً للصورة.
– **”حنو فياض”**: استخدام كلمة “فياض” يوحي بالكثرة والغزارة، مما يعزز الشعور بالعاطفة الجياشة.
– **”كأنها انعكاسات السماء حلت فيهم”**: يشير إلى قداسة الشخصيات المصورة، وكأنهم ملائكة أو كائنات سماوية.
– **”البيوت الآمنة كسكون صورة الذكرى”**: تشبيه البيوت الآمنة بالصور الثابتة يخلق إحساساً بالطمأنينة والاستقرار.

# الدلالات:
– **”حتى ملابسهم ليست من نسجنا البشري”**: الملابس غير البشرية تشير إلى أن الشخصيات تمثل رموزاً روحانية أو مثالية.
– **”الموت وتلك الأشلاء البريئة طريق لأحلام الكهنوت السفيهة”**: نقد لاذع للمتاجرين بالدين أو الأيدولوجيات، والذين يسعون لتحقيق أحلامهم على حساب الأبرياء.
– **”صعد من في الصورة ذاك المساء لمعراجهم الأخير”**: يشير إلى الرحيل النهائي أو الموت، لكنه يضفي عليه طابعاً مقدساً.
– **”تلعن المسعَّرين جميعاً عدد صلواتهم أو قهقهة مسابحهم”**: يدين القصيدة التلاعب بالدين واستخدامه لتبرير العنف والظلم.

# التأملات الفلسفية:
– **”هو صامت عما يدور ربما محايد لكن لا أدري هل أصبح لاجئاً؟”**: يشير إلى حالة من الحيرة والشك في ماهية الرب أو الإيمان، وهل هذا الصمت يعبر عن حياد أو عدم اكتراث.

# النقد:
القصيدة تعتمد بشكل كبير على الصور البلاغية الكثيفة والتشبيهات المعقدة، مما يضفي عليها طابعاً غنياً وعميقاً. إلا أن اللغة قد تكون معقدة بعض الشيء وتحتاج إلى تأمل وتفكير لفهم المعاني المقصودة. هناك تداخل واضح بين العاطفة والنقد الاجتماعي والديني، مما يجعل النص ملتصقاً بالواقع المعاصر وتحدياته.

النص يعبر عن مشاعر الحزن والمرارة والانتقاد للواقع الإنساني والاجتماعي والديني بشكل قوي ومؤثر، ويترك

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!