لصحيفة آفاق حرة:
_______________
قراءة في رواية : الأسود يليق بك .
الكاتبة: أحلام مستغانمي.
تاريخ النشر:2012.
.نسخة إلكترونية.
بقلم – أحمد العربي
.أحلام مستغانمي متألقة كما هي دوما في رواياتها،
وفي روايتها الجديدة الأسود يليق بك ، تبدو شفافة وذات حساسية عالية أمام الذاتي والموضوعي والعام والخاص .
في الرواية محاولة حب ملتبس – منذ البداية – بين فتاة تسعى لبناء مجدها الشخصي، مطربة صاعدة وهي بمواجهة مأساتها الشخصية؛ مقتل ابيها واخيها في الصراع الدامي بين السلطة والإسلاميين في الجزائر – التي تبحث عن ذاتها -، وبين رجل ثري من رجال المال ، في محاولة منه لإمتلاك هذه المطربة الرائعه المتميزه .
من خلال مصيدة (الحب)، وفرادة حضور صاحب المال و تميزه بإمكانياته وبقدرته على الحضور والفاعلية بشكل باهر، كان متقنا لطعمه كصياد .
اما الفتاة فقد وجدت نفسها امام اعصار أراد أن يجتاحها، عندما أراد أن يعبر عن حبه لها ،
أحلامها كبيرة، فقد كانت تمتلك انسانيتها كحق بكرامه وحريه، وبحثها عن شريك محب تبني معه حياتها.
عقدة الرواية هنا : أن البطلة تريد حبا تكتمل انسانيتها به، وهو يتوسل الإبهار و الإغداق والحضور الطاغي ، ولكن لتكون امرأة من محظيات – كثر – عنده، وليزيد انتصاراته ، ليتركها بعد ان يستهلكها ؛ تعويضا عن خيباته وعقده: أمه التي لم تنتظر أباه، وحبيبته التي تخلت عنه، زوجته التي لم تعطيه ولدا يرث امبراطوريته، لذلك قرر أن يمتلئ بالحياة مستهلكا امتعها وهي المرأه .
فنجد أننا أمام قصة الذئب الذي يداعب النعجة ليلتهمها بعد ذلك ، أما من جهة الفتاة فهي فرصة حب اسطوري لا يعاش حتى بالاحلام، و ما يعصمها عن أن تكون ضحية حب مدعى؛ غير عقل حاضر و كرامة تعاش كحياة لأنها الحياة ، وحب إرادته في حضرة الله، وليس سلعة للبيع مهما غلى الثمن .
جاءت لحظة الحقيقة مقترنة مع الشأن العام الذي دونه نكون هباء؛ الجزائر ، الاوراس ، الجد بكرمه ، الاب منتصرا لحريته كفنان ولو كان الثمن حياته ، اصرارها على طريق الفن كمطربة انتصارا لروحها ، واخيرا ان تغني جرح العراق النازف حديثا في بداية احتلال الأمريكان له. كان وضعها العام يقودها لتصنع انسانيتها، بينما كان هو ذئبا بثوب العاشق في غابة العالم .
في لحظة ما كان لا بد لهذا اللا حب أن ينتهي، ففي حين اعتقدت انها اتحدت مع الله بهذا الحب؛ اعتقد انه اشتراها كجارية ، هنا افترقا، هي ذهبت تصنع مجدها وإن كانت مجروحه ، وهو ذهب ليجتر خيبته، وليعيش عقده، وحقيقة ذهابه للفناء، ككل كائن حي، رغما عن امبراطوريته.
اهلا بك احلام مستغانمي مرة أخرى في رحاب الإنسانية الرائعة: انسان وسط المجتمع ملتزم بالقيم مصانة كرامته وحريته. بعد سقطة (نسيان…)
يكفيك فخرا ان لكل جواد كبوه
والى ابداع جديد وشكرا .
…
موهبة لها قدرها ومكانتها أن يتمكن انسان من قراءة الكم من الكتب التي يقرأها الأستاذ أحمد العربي ويلخصها ويبدي الرأي الأدبي بها. وبقدرة قيمة ما كتبت الروائية أحلام مستغانمي بقدر ما أبدع الأستاذ أحمد العربي بعرض ما كتبت. وشكراً لهذا الجهد الثمين والمبارك.